هل ترغب في أن تصبح كاتبا مبدعا ومحترفا؟ في الحقيقة هذا الأمر ليس بتلك الصعوبة التي قد تظن، يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي: "من المخجل حقا أن نجد معلمي اللغة العربية في مدارسنا يدربون تلاميدهم في فن الانشاء والكتابة تدريبا مغلوطا. فهم يعلمون التلاميد كيف يراعون التسلسل المنطقي في كتاباتهم و يهملون أثر الحوافز اللاشعورية فيها، فتراهم يضعون لإنشاء مقالة نمودجا قياسيا متكلفا يبدأ بالمقدمة وينتهي بالخاتمة، من غير أن يلفتوا أنظار التلاميد الى أهمية وحي الخاطر الذي لا يستسيغ مقدمة ولا خاتمة، ولا ينصاع لقياس ولا تسلسل. وهذه طريقة سيئة في تعلم فن الكتابة". إليك بعض الخطوات الاساسية والقواعد المهمة لتصبح كاتباً مبدعاً ومحترفاً:
كيف تصبح كاتبا مبدعا ومحترفا
يقول خبراء فن الكتابة الحديثة: أكتب أول خاطرة أو فكرة تطرأ على ذهنك وعلى سجيتك دون تكلف و لا تدقيق فيما تكتب في البداية، فانك ستجد بعد لحظة أن قلمك قد إنساب في الموضوع إنسيابا عجيبا حيث تكتب بلباقة لا عهد لك بها من قبل.
يقول الدكتور علي الوردي: "إن الاهتمام بالتصنيف المصتنع والتسلسل المنطقي وترتيب المقدمة والخاتمة، يعتبر بمثابة الاحجار التي توضع في طريق التيار فتعرقل سيره. ينبغي أن ينتبه الكاتب الى الحقيقة الكبرى في فن الكتابة، وهي الابداع فيها يأتي عفو الخاطر ـ أي نتيجة الانبثاق اللاشعوري . و كل شيء يعرقل عفو الخاطر يؤدي بدوره الى قلة الابداع".
يقول الدكتور علي الوردي: "إن الاهتمام بالتصنيف المصتنع والتسلسل المنطقي وترتيب المقدمة والخاتمة، يعتبر بمثابة الاحجار التي توضع في طريق التيار فتعرقل سيره. ينبغي أن ينتبه الكاتب الى الحقيقة الكبرى في فن الكتابة، وهي الابداع فيها يأتي عفو الخاطر ـ أي نتيجة الانبثاق اللاشعوري . و كل شيء يعرقل عفو الخاطر يؤدي بدوره الى قلة الابداع".
إن طريق الابداع في الكتابة يحتاج الى ثلاثة مراحل مهمة:
كيف تصبح كاتبا مبدعا و محترفا
1 ـ المرحلة الاولى: مرحلة الجمع والخزن
تتمثل هذه المرحلة الأولى في البحث الواعي والتنقيب وجمع المعلومات وتصنيفها. أي كثرة القراءة والتلقي أولا حول الموضوع. إن هذه المرحلة لا تكفي وحدها للابداع إنما هي ضرورية أحيانا. و من الممكن تسميتها بمرحلة الخزن فالعقل لا يعمل وهو فارغ إنما يجب أن يملأ اولا بالمحتويات المتنوعة. فتكون هذه المحتويات بمثابة المواد الخام التي يصنع منها البضاعة النهائية . فالشخص الذي يريد ان يكون موهوبا في الكتابة لابد أن يكون مستمع وقارئ نهم أولا.
2 ـ المرحلة الثانية: مرحلة الالهام
هي مرحلة الإنبثاق اللاشعوري. فالكاتب بعد أن يخزن المعلومات في عقله الباطن ويتركها هناك لكي تختمر وتتلاقح يجد نفسه مدفوعا بدافع لا يدري كنهه الى الكتابة. فهو يريد أن يكتب لو لقي في سبيل ذلك حتفه، إنه يصبح عبدا لحوافزه اللاشعورية ولا يجد مناصا من الانصياع إليها ويكون قلمه آنداك هو السيد المطاع فهو يجري معه أنى جرى. و يجب في هذه المرحلة تدوين أول خاطرة أو فكرة تطرأ على ذهنك وستجد بعد لحظة ان قلمك قد إنساب في الموضوع إنسيابا عجيبا حيث تكتب بسلاسة لا عهد لك بها من قبل.
3 ـ المرحلة الثالثة: مرحلة التنسيق
هي مرحلة التنسيق والتصحيح . إن مرحلة الالهام كثيرا ما تكون مستبدة بحيث لا تدع لصاحبها مجالا للفذلكة والتزويق ولا مجالا أن يفكر بما تقتضيه مألوفات الناس وما يستسيغه منطقهم، ففي المرحلة النهائية يجب على الكاتب اأن يراجع ما كتب في ساعة الالهام فيشطب منه قسما وينسق القسم الأخر و يضيف شيئا أخر، وهو في هذه المرحلة يخرج من عالم الإلهام واللاشعور الى عالم الوعي والتفكير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع : كتاب خوارق اللاشعور- ذ . علي الوردي.
كيف تصبح كاتبا مبدعا ومحترفا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع : كتاب خوارق اللاشعور- ذ . علي الوردي.
كيف تصبح كاتبا مبدعا ومحترفا.