يعتبر مفهوم تطوير الذات و تنمية الشخصية من المفاهيم الحديثة نسبيا التي ظهرت بعد ظهور التطور الهائل الحاصل في حياة الانسان العصرية في شتى المجالات حيث اصبح هذا التطور العصري مرتبطا بمدى تطور و رقي الانسان ، فلا يمكن مواكبة وتيرة تطور الحياة العصرية إلا في ضوء توافر المهارات اللازمة و هذا بدوره يتطلب تمتع الفرد بالمهارة و سرعة الادراك و الفهم و الاستيعاب و القدرة عى التحليل و الاستنتاج بمعنى تطوير الشخص لذاته و تنمية شخصيته كي يصبح قادرا على تفعيل المهارات المختلفة الكامنة فيه للرقي بجودة حياته مع الاستفادة المثلى من منجزات الحضارة العصرية .
معنى تطوير الذات و تنمية الشخصية
تطوير الذات في ابسط معانيه يعني سعي الفرد لاكتساب المهارات اللازمة لتحسين حياته و تنمية شخصيته ، و تشير التعريفات الى تنوع مفاهيم تطوير الذات ، و قد عرف كل من ميجنسون و بدلر تطوير الذات بانه " تحمل الفرد لمسؤلية تنمية ذاته بذاته " أي ان الفرد هو الذي يتولى قرار و مسؤولية اختبار ما سوف يتدرب عليه او يتعلمه من مهارات متنوعة و في الوقت الذي يرغب فيه بذلك ، و كذلك اختيار اسلوب التدريب المناسب ، بمعنى تنمية المهارات والمعارف التي تلبي حاجاته او حاجات الجهة التي يعمل بها او حاجتهما معا .
ما الهذف و الغاية من تطوير الذات و تنمية الشخصية
يتجلى هذف تطوير الذات في اكتساب المهارات و الخبرات و القدرات التي يجب ان يتمتع بها اي فرد لاجل القيام بأعمال الحياة على احسن وجه ، حيت يتطلب كل عمل توافر مجموعة من المهارات التي تعزز قدرات الفرد على مواجهة اعباء الحياة بكفاءة و إقتدار ، خاصة اذا تنوعت المهام التي يقوم بها الفرد في الحياة ، و هذا يتطلب توافر مجموعة من المهارات البدنية و الفنية و الذهنية و السلوكية التي تساعد على انجاز المهام بنجاح و تقليل الخسائرالى اقل حد ممكن .
و يعتبر تطوير الذات من الغايات الاساسية باعتبارها نمودجا يحتدى به في اعداد الفرد للنجاح و اكسابه المهارات اللازمة لمواجهة اعباء الحياة العصرية ، مما يتطلب في البداية تطوير القدرات الذاتية للافراد لزيادة قدراتهم على اكتساب المهارات اللازمة ، لانه لا يمكن تفعيل هذه المهارات في ضوء عدم تمتع الفرد بالمرتكزات اللازمة لاكتسابها . بالتالي يجب استخدام جميع الموارد المتاحة لتحسين امكانيات الفرد من خلال زيادة قدراته الفردية لأجل تطوير حياته نحو الافضل بالطريقة المثلى .