في وعي بعض المسلمين نظرة متشائمة نحو المستقبل، تنبع من تفسيرات لأحاديث معينة، كحديث “خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”، يستخدمون الحديث كشماعة يعلّقون عليها مشاكل الأمة، “كل جيل سيكون أسوء ممن قبله”، “لا فائدة من العمل بعكس القدر”، “قالها النبي… هل تكذب النبي يا كافر؟” ثم تتعزز تلك النظرة التشاؤمية بفهم خاطئ لبعض الأحاديث التي تذكر أشراط الساعة، مثل حديث “يتطاولون في البنيان”، والاستنتاج من ذلك يكون “أننا في آخر الزمان، ولن يخرجنا من مشاكلنا إلا خروج المهدي ونزول المسيح (عليه السلام)”. فمتى نجسد المعنى الحقيقي لحديث النبي : إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
ليس هناك مجال لأفند هذه الأحاديث والنظرة السلبية الجبرية للمستقبل، فهي بحاجة إلى كتب ومجلدات. ولكن أرجو أن نعي أن هناك فهم آخر لهذه النصوص، وأن هذه النظرة هي معاكسة لكل ما جاء به الاسلام من حث على العمل والإيجابية في التعامل مع الأحداث، ويكفي هذا الحديث لدحض ذلك الفهم كله: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”
يجب على الجميع ان يتوقف عن التدمر ، ويكفينا من ترديد كلام التدمر من قبيل “تكفينا مشاكلنا”، “عندنا ما يشغلنا”، “ليس الآن وقت التركيز على موضوع كهذا”، “ألا ترى ما يحدث في سوريا، وفي مصر واليمن والعراق، ومع إيران واسرائيل، وللاجئيين حول العالم” طبعاً غالباً من يقول ذلك يجلس في بيته ولا يفعل شيئاً!
وفوق ذلك، هناك من يزعم أن الآن وقت التركيز على اصلاح أنفسنا (كأفراد)، نصلي ونصوم ونتعبد، أو ندرس ونجتهد، حتى نقوي أنفسنا ثم نلتفت إلى اصلاح غيرنا. ولازلنا نحاول منذ عدة قرون، ولم نتعلم بعد أن اصلاح النفس يدوم طيلة حياة الإنسان جنباً إلى جنب مع إصلاحه للدنيا وإعمارها، وكأن المشاركة بعمل اصلاحي جماعي سيمنعنا من اصلاح أنفسنا بدل أن يشجعنا على ذلك!
بداية لا أطلب ممن يقاتل في سوريا مثلاً، أن يترك ذلك ليشارك في حملة كهذه. بل أوجه كلامي لمن لا يصدر منه إلا قول دون فعل (خاصة على الفيسبوك)، وربما اذا أحب أن يتفضّل على الأمة، يتبرع بمبلغ بسيط! ثم يعود للخمول والراحة والتنظير، وقد ظن أنه أدى ما عليه!
علينا ألا ننسى أن نسبة كبيرة من الفقراء في العالم، هم من المسلمين أساساً! وعلينا أن نفكر بالذين يستغلون هذا الفقر لدعم حملات التبشير والتنصير والتشييع، غيابنا عن الساحة يعني تأثير أكبر لهؤلاء، في حين يمكن أن نستغل هذه الفرصة لصالحنا ونقلبها إلى حملات توعية ودعوة. و بذلك نكون قد جسدنا فعلا المعنى الحقيقي لحديث النبي : إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
أختم بالفكرة التالية… هل يجوز لنا كمسلمين، أن نرى البوذي والمسيحي واليهودي والملحد (وغيرهم ممن نسميهم بالمشركين والكفار)، يجتمعون لحل المشاكل ورفع الظلم في العالم… ونحن جالسون نتفرج؟ هل من المنطقي لخلفاء الله في الأرض أن يكونوا بهذه السلبية؟ هل يعقل لـ”خير أمة أخرجت للناس” ألا تتحرك لتكون أول المصلحين؟
المعنى الحقيقي لحديث النبي : إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها
ليس هناك مجال لأفند هذه الأحاديث والنظرة السلبية الجبرية للمستقبل، فهي بحاجة إلى كتب ومجلدات. ولكن أرجو أن نعي أن هناك فهم آخر لهذه النصوص، وأن هذه النظرة هي معاكسة لكل ما جاء به الاسلام من حث على العمل والإيجابية في التعامل مع الأحداث، ويكفي هذا الحديث لدحض ذلك الفهم كله: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”
يجب على الجميع ان يتوقف عن التدمر ، ويكفينا من ترديد كلام التدمر من قبيل “تكفينا مشاكلنا”، “عندنا ما يشغلنا”، “ليس الآن وقت التركيز على موضوع كهذا”، “ألا ترى ما يحدث في سوريا، وفي مصر واليمن والعراق، ومع إيران واسرائيل، وللاجئيين حول العالم” طبعاً غالباً من يقول ذلك يجلس في بيته ولا يفعل شيئاً!
وفوق ذلك، هناك من يزعم أن الآن وقت التركيز على اصلاح أنفسنا (كأفراد)، نصلي ونصوم ونتعبد، أو ندرس ونجتهد، حتى نقوي أنفسنا ثم نلتفت إلى اصلاح غيرنا. ولازلنا نحاول منذ عدة قرون، ولم نتعلم بعد أن اصلاح النفس يدوم طيلة حياة الإنسان جنباً إلى جنب مع إصلاحه للدنيا وإعمارها، وكأن المشاركة بعمل اصلاحي جماعي سيمنعنا من اصلاح أنفسنا بدل أن يشجعنا على ذلك!
بداية لا أطلب ممن يقاتل في سوريا مثلاً، أن يترك ذلك ليشارك في حملة كهذه. بل أوجه كلامي لمن لا يصدر منه إلا قول دون فعل (خاصة على الفيسبوك)، وربما اذا أحب أن يتفضّل على الأمة، يتبرع بمبلغ بسيط! ثم يعود للخمول والراحة والتنظير، وقد ظن أنه أدى ما عليه!
علينا ألا ننسى أن نسبة كبيرة من الفقراء في العالم، هم من المسلمين أساساً! وعلينا أن نفكر بالذين يستغلون هذا الفقر لدعم حملات التبشير والتنصير والتشييع، غيابنا عن الساحة يعني تأثير أكبر لهؤلاء، في حين يمكن أن نستغل هذه الفرصة لصالحنا ونقلبها إلى حملات توعية ودعوة. و بذلك نكون قد جسدنا فعلا المعنى الحقيقي لحديث النبي : إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
أختم بالفكرة التالية… هل يجوز لنا كمسلمين، أن نرى البوذي والمسيحي واليهودي والملحد (وغيرهم ممن نسميهم بالمشركين والكفار)، يجتمعون لحل المشاكل ورفع الظلم في العالم… ونحن جالسون نتفرج؟ هل من المنطقي لخلفاء الله في الأرض أن يكونوا بهذه السلبية؟ هل يعقل لـ”خير أمة أخرجت للناس” ألا تتحرك لتكون أول المصلحين؟