تكون اثار العنف الاسري على الاطفال وخيمة جدا، مقارنة بالكبار حيث تختلف نفسية الطفل عن نفسية البالغين، فبينما يقوم الدماغ لدى البالغين عند الشعور بالخوف بالتحول على الفور الى القيادة الآلية ناقلا مركز القرار من منطقة التفكير المنطقي الى منطقة ردة الافعال الطارئة دون اي اثار سلبية أو اضرار نفسية.
لكن الأمر يختلف لدى الاطفال الصغار تماما الذين يتعرضون للعنف الأسري لأن دماغهم وجهازهم العصبي يكون في طور النمو وغير ناضح وغير مكتمل بعد فيكون من السهل اصابتهم باضطرابات الخوف والرهبة وذلك ينعكس بوضوح على سلوكية ونموهم السليم.
أضرار واثار العنف الاسري على الاطفال
تؤكد الدراسات أن أضرار واثار العنف الاسري على الاطفال، تشمل إضطرابات نفسية يمكن أن ترافق حياة الطفل حتى بعد البلوغ، حيث لوحظ أن الاشخاص الذين عاشوا في عائلة يسودها العنف الاسري، أو عانوا في طفولتهم من التعنيف والضرب لاتفه الاسباب، يعانون من اضطرابات نفسية بعد البلوغ و يصبح اي نقد او توبيخ لفعل ما ،مهما صغر، اساسا لاطلاق ردود افعال دفاعية غير مُتحكم بها، بما فيه ردود عنيفة وعدائية أحيانا. إقرأ أيضا: كيف تصبح محبوبا بقوة لدى الأطفال.
اضرار العنف الاسري ضد الاطفال
فطريا يحتمي الطفل بالاب والام عند التعرض للخطر والخوف، ولكن عندما يكون هذا الخطر والخوف مصدره العنف الاسري يصبح الامر تناقض مأساوي.
لأن الخوف يجعل الطفل فطريا يلجأ الى الأبوين والاهل، ولكنه كلما اقترب اكثر من الاهل الغاضبين كلما ازداد الخوف من التعنيف.
هذا الامر يخرج عن قدرة الطفل على التعاطي معه ويؤدي الى امراض نفسية في المستقبل. لأن منظومة معالجة التوتر تكون غير ناضجة عند الاطفال ولذلك يحتاج الطفل الى البالغين لدعمه وتهدئته بدل تخويف او أن يكونو هم مصدر الرعب.
والدراسات تؤكد ان التعرض للعنف و التوتر والخوف في السنوات المبكرة للاطفال تشوه قدرة الاطفال على تحمل التوتر في المستقبل. إقرأ أيضا: الطريقة الصحيحة للتعامل مع شغب الاطفال.
وحتى القلق والخوف عند الامهات يؤثر على نفسية الاطفال الرضع. عدا عن مخاطر ان يصبح الطفل حساس اكثر، يمكن ان يتأثر طور ونمو قواه العقلية ايضا وتزداد مخاطر تعرضه لاضطرابات الخوف والقلق المرضي.
توضح الدراسات ان غالبية العوائل الممزقة يكون الوالدين او احدهم قد تعرض الى طفولة قلقة وخالية من الحب العائلي لما شابها من عنف أسري.