تعتبر لحظة الغضب حالة يفقد فيها الانسان السيطرة على نفسه ويفقد رزانته لمدة قد تستغرق احيانا بعض بضع ثواني وفي حالات اخرى قد تتجاوز الدقائق والساعات. إقرا ايضا: كيف تجعل أي إنسان غاضب يهدأ بسرعة.
وفي حالة الغضب قد يقترف فيها الانسا العديد من الاخطاء الجسيمه سواء لفظيه او حركيه ،ففي هذه اللحظات ترتكب اكبر الاثام وهي القتل والشتم وخلافات لايتم تداركها في لحضتها الا بالعلاج النبوي وكما ارشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
و تكون بعض لحظات الغضب هذه من الشيطان ولايكون علاجها الا رباني نبوي.
لقد تناول النبي صلى اله عيه وسلم الغضب في العديد من الاحاديث المروية عنه ، وأهمها جاء في كتاب صحيح البخاري. ومن أهم وصاية النبي للتعامل مع حالة الغضب حسب العلاج النبوي للغضب نورد ما يلي:
1- التعوذ من الشيطان
قال الله تعالى:[ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ] [فصلت:36]
وحديث سلمان بن صرد رضي الله عنه قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:« إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ». فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -ر قَالَ:« تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ »؛ فَقَالَ: وَهَلْ بِي جُنُونٌ. أخرجه البخاري(3108)، ومسلم(2610)
2- السكوت
وقال صلى الله عليه وسلم ( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ » أخرجه أحمد(1/239)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1375)
ويعتبر هذا الحديث احد اهم النصائح ضمن العلاج النبوي للغضب.
3- تغيير الهيئه والمكان
عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ )أخرجه أحمد(5/152)، وأبو داود(4782)، وصححه الألباني في المشكاة(5114).
4- الوضوء والاغتسال
روى عطية السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا غضب أحدكم فليتوضأ فإنما الغضب من النار ” أخرجه أبو داود
وفي رواية “ إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ” رواه أحمد 4/226 وأبو داود (4784)
وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ : ”الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ ”
والاغتسال بالماء أو غسل الأعضاء به، توصية طبية لها أثرها البالغ في تهدئة الجهاز العصبي. فالغضب يشعل تولده ارتفاع الحرارة العامة، ويأتي الماء البارد ليخفف هذا بفعل تبريد السطح. إقرا أيضا: أفضل طرقة للتعامل مع الشخص العصبي و كسب صداقته.
والوضوء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم يضفي فوق ذلك شعوراً بالعبودية لله عند قيام الغاضب بهذا الفعل من طاعة الله فيتحول إحساسه إلى الأمن والرضا فينبذ الغضب وهذا من كبرى نعم الإسلام.