يعتقد الكثير من الناس أن أضرار الشيشة، التي زاد استهلاكها في السنوات الأخيرة، أقل من السجائر، وهذا خطأ كبير، لأن الشيشة هي خطيرة مثل السجائر بل أكثر ضررا من تدخين السجائر، خلافا للاعتقاد السائد، ولها أضرار نفسية أيضا على الرجال والنساء على حد سواء.
ويشير الخبراء والاطباء إلى أن كمية الدخان المأخوذة في ساعة من تدخين الشيشة أو النرجيلة Hookah ، تزيد 50 مرة عن كمية الدخان التي يتم استنشاقها في السيجارة الواحدة. في ما يلي أهم أضرار الشيشة النفسية والجسدية :
ما هي أضرار الشيشة النفسية
اضرار الشيشى النفسية |
لفت الإخصائي النفسي الإكلينيكي الدكتور عمر بايار من مستشفى جامعة أسكودار الى أن أضرار الشيشة والنرجيلة لا تقتصر على الأضرار الجسدية فقط بل تتجاوز ذلك إلى الأضرار النفسية أيضا، وفي ما يلي أهم أضرار الشيشة النفسية والجسدية:
الشيشة تحفز نظام المتعة في الدماغ
يؤكد الأطباء أن مادة النيكوتين الموجودة في الشيشة، كما هو الحال في السجائر، لها تأثير إدماني خطير، إذ أن الشيشة تعمل على تحفيز نظام المتعة في الدماغ، وتُعد مادة (الأسيتالدهيد)، وهي مادة سامة تعزز تأثير الإدمان، ذات تأثير نفسي ضار، كما توجد العديد من المواد الكيميائية السامة المختلفة في تبغ الشيشة التي لها تأثير نفسي ضار على المدخن وتسبب التوتر والسهو وسرعة الغضب والعصبية.
الارتباط النفسي بالشيشة لتحسين المزاج
يتم اليوم استخدام أساليب الهندسة الصناعية التي تسهل عملية التدخين وتزيد من الاقبال على الشيشة. من أجل ترسيخ الإدمان، كما أنها تهدف إلى تحفيز المزيد من الأعضاء الحسية مثل الشم والدوق للتأثير في مزاج المدخل الذي يصبح متربطا بدخين الشيشة لتحسنه بسبب هذا النوع من التبغ المصنّع.
الأشخاص الذين يدخنون الشيشة أصبحوا يحبون الرائحة والذوق اللطيفين بدلاً من الدخان فقط. أكثر من 80٪ من مدخني الشيشة يفضلون التبغ العطري المعسل بدلاً من التبغ الكلاسيكي.
لهذا الغرض يتم دمج روائح كيماوية في تبغ الشيشة، خاصةً دبس السكر الذي يحفز نظام المتعة في الدماغ، تتم إضافة نكهات الفاكهة الاصطناعية المختلفة التي توفر الطعم والرائحة، وكل هذه الإضافات التي تضاف الى تبغ الشيشة لها تأثير ضار على الصحة النفسية للمدخن.
التعلق النفسي بتدخين الشيشة
على الرغم من أن استخدام التبغ يعود إلى العصور القديمة، إلا أن أنماط الاستخدام تختلف أيضًا في الثقافات المختلفة في العالم، أكثر أشكال استهلاك التبغ شيوعًا، هي التي يمكن استخدامها بطرق الاستنشاق مثل تدخين الشيشة.
و أحد الأسباب أيضا التي تجعل الشيشة والسجائر أكثر شيوعًا من الطرق الأخرى هو أن التدخين أكثر عملية وأسهل للاستنشاق في اي مكان. لذلك يشعر المدحن بالقلق والتوثر النفسي كما توقف مدة طويلة عن تدخين الشيشة.
أضرار الشيشة الجسدية
اضرار الشيشة الجسدية |
أضرار الشيشة الجسدية كثيرة جدا، التعرض لدخان السجائر يسبب حوالي 40 مرضًا، خاصة السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وهي من أكثر الأمراض المميتة شيوعًا التي يسببها التدخين، وأن استخدام الشيشة يسبب مشاكل صحية مماثلة للذين يستنشقون دخان الشيشة بالقرب من الشخص المدخن أو ما يسمى التدخين السلبي.
وتوجد مشكلة صحية أخرى يمكن أن يواجهها الاشخاص الذين يدخنون الشيشة هي خطر الإصابة بأمراض معدية، وأشار إلى أنه في دراسة تبين أن السل يمكن أن ينتقل عن طريق استخدام الشيشة بين الاصدقاء والمناسبات المختلفة. وتعد الشيشة أكثر ضررا من السجائر.
اقرأ أيضا: أضرار السجائر الالكترونية.
مكونات دخان الشيشة الخطيرة
يحتوي دخان الشيشة على مواد كيميائية سامة ، بما في ذلك المواد المسرطنة (المواد الكيميائية التي تسبب السرطان). لا يقوم الماء بترشيح العديد من هذه المواد الكيميائية.
المواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق الفحم النباتي والتبغ والمنكهات. يمكن أن تؤدي هذه المواد الكيميائية إلى الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وأمراض الرئة ومشاكل صحية أخرى.
تشتمل المواد الكيميائية السامة على النيتروسامين الخاص بالتبغ ، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (مثل بنزو [A] البيرين والأنثراسين) ، والألدهيدات المتطايرة (مثل الفورمالديهايد ، والأسيتالديهيد ، والأكرولين) ، والبنزين ، وأكسيد النيتريك ، والمعادن الثقيلة (الزرنيخ ، الكروم والرصاص وأول أكسيد الكربون.
يزيد تدخين الشيشة أيضًا من كمية أول أكسيد الكربون (CO) في جسم الإنسان إلى ثمانية أضعاف مستواها الطبيعي.
مقارنة بتدخين سيجارة واحدة ، فإن جلسة الشيشة الواحدة تعرض المستخدمين لمزيد من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، ومستويات مماثلة من النيكوتين، ومستويات أقل من النيتروسامين الخاص بالتبغ.
بسبب استنشاق هذه المواد الكيميائية ، فإن مدخني الشيشة أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل التي يعاني منها مدخنو السجائر أو اكثر أحيانا حسبب وتيرة التدخين اليومية.
يقتل التدخين 7 ملايين شخص كل عام
وفقًا للإحصاءات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، صرح إخصائي علم النفس الإكلينيكي المتخصص عمر بايار أن أكثر من مليار شخص يدخنون في العالم وحوالي 7 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التدخين ومنها تدخين الشيشة طبعا.
على الرغم من الوعي المتزايد بأضرار التدخين عامة في المجتمع، فإن أهم سبب لصعوبة الإقلاع عنه هو احتوائه على العديد من المواد الكيميائية، وخاصة النيكوتين، الذي له خاصية الإدمان.
اقرا أيضا: أفضل خطة للتوقف عن التدخين نهائيا.
لماذا الشيشة أصبحت شائعة اليوم جدا؟
إخصائي علم النفس الإكلينيكي عمر بايار، الذي ذكر أن هناك طريقة أخرى لاستخدام التبغ أصبحت شائعة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وهي الشيشة.
ويُعد تفضيل الشيشة طقس من طقوس تخفيف التوتر النفسي والابتعاد عن بيئة العمل من العوامل البارزة في تدخين النرجيلة. في الدراسات التي أجريت مع الشباب، لوحظ أن العامل الأكثر أهمية في اختيار الشيشة هو فرصة الاختلاط بالآخرين.
ذكر الكثير من الشباب في مقتبل العمر أنهم يستمتعون بالبيئات التي يجتمعون فيها مع الأصدقا لتدخين الشيشةء، مثل المقاهي وحدائق الشاي، بالإضافة إلى ذلك، فإن الرغبة في تدخين الشيشة لا تعتمد فقط على أسباب اجتماعية.
هل الشيشة أقل ضررا من السجائر فعلا؟
إن الرأي القائل بأن الشيشة أقل ضررًا من السجائر هو السائد في المجتمع، "لوحظ أيضًا أن الكثير من الناس لا يعرفون أضرار الشيشة.
حقيقة أن لديها نظامًا يحتوي على ترشيح الدخان بالمياه، وتسويق الأجهزة المختلفة التي يُزعم أنها تقلل الضرر، وتوفير خدمات مخصصة، تظمن عدم القدرة على استخدامها على نطاق واسع ومتكرر مثل السجائر، فعالة في تكوين هذا التصور. من ناحية أخرى، هناك العديد من الدراسات المختلفة التي تؤكد وجود أضرار الشيشة رغم كل هذه التقنيات.
يوجد النيكوتين والقطران والمعادن الثقيلة (الزرنيخ والكروم والرصاص) في دخان الشيشة. لقد تم تحديد أن كمية الدخان المأخوذة في ساعة من تدخين الشيشة تزيد 50 مرة عن كمية الدخان التي يتم استنشاقها في سيجارة واحدة. فلا يمكن تنقية دخان الشيشة من المكونات السامة %100 بأي تقنية.
يجب دعم المراهقين والشباب لإقامة علاقات اجتماعية صحية.
صرح إخصائي علم النفس الإكلينيكي المتخصص عمر بايار أنه من المهم توفير التدريب على هذا الأمر في المدارس، لا سيما بالنظر إلى أن الأفراد في سن المراهقة والشباب يتحملون أكبر المخاطر من حيث أن يصبحوا مدمنين في الستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، إنها خطوة ضرورية لإدخال قيود عمرية لمقاهي الشيشة وزيادة الإشراف على هذه الأماكن. من ناحية أخرى، يجب على العائلات الابتعاد عن استخدام هذه المنتجات وعدم تشجيعهم ليكونوا نموذجًا يحتذى به لأطفالهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنشطة البديلة والهوايات والعادات الرياضية ستمكن الطفل من عيش البيئة الاجتماعية والعلاقات التي يحتاجها بطرق صحية أكثر فائدة له وللمجتمع.
ومن احسن القرارات في هذا المجال أن المملكة العربية السعودية بصدد تطبيق حظر عام على التدخين في الأماكن العامة. وهذا يشمل الشيشة. بالإضافة إلى ذلك ، حظرت مدينة الرياض مقاهي الشيشة داخل حدود المدينة.