معنى الحب الحقيقي في الإسلام |
يختلف معنى الحب الحقيقي في الإسلام عن معناه السائد لدى الكثر من الناس اليوم. فحين نسمع عن الحب أو نتحدث عنه أو نكتب فيه اليوم؛ قد يتبادر إلى الأذهان قصة حب بين رجل وامرأة مثل : قيس وليلى، أو عنترة وعبلة أو غيرها من قصص الحب الشهيرة.
وقد يتخيل السامع أو القارئ أن الحديث عن الحب الحقيقي يكون فقط بين رجل في عنفوان شبابه وامرأة في قمة جمالها ويتشاركان هذه القصة.
وفي الحقيقة أن هذا مفهوم قاصر عن الحب؛ فالحب الحقيقي فضاء فسيح يمتد إلى ابعاد متعددة سامية. وحصر وجوده بين رجل وامرأة كيفما اتفق، هو من الظلم لمعناه الحقيقي السامي الواسع الشاسع العميق.
شرح معنى الحب الحقيقي في الإسلام
الدين الإسلامي الحنيف هو الدين الذي أولى الحب عناية كبيرة وحث الناس على الحب والمحبة الصادقة. وقد ذكر لفظ الحب في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في أكثر من موضع بمعاني سامية.
قال الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الاية (31) من سورة آل عمران.
ويضح من الآية الكريمة ان الحب الحقيقي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأفعال الطيبة والاعمال الصالحة وليس كلاما وتعابيرا فقط.
وعن أنس بن مالك قال، قال النبي ﷺ :
(ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.) رواه البخاري.
ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم نستنتج ان الحب الحقيقي النقي بين الناس يجب ان يكون لله وفي الله دون طمع دنيوي او في غاية مادية أخرى. وهو افضل درجات الإيثار وأَعلى درجات السخاء. والشرط ان يكون المتحابون في الله كلاهما يتقي الله ويخشى الله عز وجل.
وقد ضرب النبي ﷺ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه أروع الأمثلة في الحب الحقيقي في الإسلام والإخاء الصادق، وقصتهما في رحلة الهجرة وما حصل بينهما في الغار خير شاهد. وما أعظم قول أبي بكر (.. فقلت اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
فالناس إذا تحابوا في الله ضربوا أروع الأمثلة في الحب الصادق والوفاء والإخاء والإيثار. فلا يجب حصر الحب فقط بين رجل وامرأة بمعناه الزائف المبني على المظاهر السطحية والاطماع الخفية.
وإني أرى أن أعظم الحب وأشرفه في الإسلام هو حب الله ورسوله وطاعتهما، وأصدق الحب هو حب الأم لولدها، وأنبل الحب هو ذاك الذي يكون بين شخصين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، كيف لا وهم من الأصناف السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ.
الحب الحقيقي في الإسلام ميثاق مقدس
الحب الحقيقي ميثاق مقدس في الإسلام، لإنّ المرء إذا خان حبيبه وتنكر لعشرته وفجر في خصومته بعد أن جمعهما حب حقيقي عظيم؛ لهو أشد مضاضة على النفس ، وأكثر تمزيقاً لنياط القلب، وقد يتسبب بنزيف حاد في الفؤاد يودي بالحياة، فرفقاً بقلوب أحبابكم، فالحب الحقيقي في الإسلام ميثاق مقدس بين الأزواج.