قصة الشيخ الحكيم وقدح العنب والحكمة منها |
قصة الرجل الفقير وقدح العنب، هي قصة جميلة في طيها مغزى وحكمة عظيمة، وينسب الكثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي هذه القصة للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنها في الحقيقة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصل لها في السيرة النبوية الشريفة ولا في كتب الفقه.
وقد سأل أحد المسلمين على موقع اسلام ويب عن مدى صحة هذه القصة عن النبي فكانت الإجابة كالتالي:
💠 السؤال:ما صحة هذه الرواية عن النبي؟ جزاكم الله خيراً : (القصة أسفله)💠 الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم نجد هذا الحديث، فيما اطلعنا عليه، والذي يظهر أنه لا أصل له.وراجعي في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الفتاوى التالية أرقامها: 67176، 27182، 172247.عرف النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بكمال خلقه وأخلاقه العظيمة، وهناك الكثير من الأحاديث والقصص والمرويات والمؤلفات المثبتة والصحيحة التي تسهب بالحديث عن ذلك، ولكن هذه القصة ليست منهم، فهي لا تصح عن النبي ولا أصل لها في السيرة.والله أعلم.
وهذا لا يعني ان القصة سيئة او انها تخلوا من الحكمة بل هي قصة جميلة ومعبرة وتحمل من الحكمة البليغة ما نحن في أمس الحاجة إليه في زممنا هذا زمن المظاهر والتنمر والتكبر والطيش وعدم مراعات مشاعر الاخرين .
قصة الرجل الفقير وقدح العنب
جاء رجل فقير من أهل القرية الى شيخ مسجد بقدح عنب يُهديه له. فأخذ الشيخ الحكيم قدح العنب، فقال بسم الله وتذوق العنب ثم بدأ يأكل العنب لوحده، فأكل الحبة الأولى وتبسم، ثم الثانية وتبسم ، والرجل الفقير ينظر ويكادُ يطير فرحاً بعدما رأى أن هديته أعجبت شيخ المسجد.
بينما كان طلبة الشيخ ينظرون لشيخهم ويتعجبون وقد اعتادوا أن يشركهم كل شيء يهدى له، لكن الشيخ استمر يأكل العنب بمفرده حبة بعد حبة وهو مسرور والطلبة متعجبون !!! أما الرجل الفقير فقد فرح فرحاً شديداً لأن هديته نالت إعجاب الشيخ، ثم انصرف وذهب الى حال سبيله.
فسأل الطلبة شيخهم بعدما أنصرف الرجل الفقير، يا شيخنا... لماذا لم تُشركنا معك في أكل العنب ؟!! فتبسم الشيخ الحكيم وقال: قد رأيتم فرحة الرجل بقدح العنب الذي اهداه لي وإني عندما تذوقته وجدته حامضا فخشيتُ إن أشركتكم معي أن يشمئز أحدكم من مذاقه الحامض فيفسد على ذاك الرجل الفقير فرحتهُ وسعادته ويحطم مشاعره.
الحكمة والمغزى من القصة
الحكمة من القصة هي أن مراعة مشاعر الناس وستر عيوبهم ، والحرص على عدم إفساد فرحتهم وسعادتهم، من أعظم الأخلاق، فلَيسَ کل ما في خَوَاطِرنَا يُقَال، وليس كل ما ندركه نبديه للناس في الحال. فلا تفسد على الناس فرجتهم وسعادتهم.
فما أجمل أن تكون ذا قَلْبٌ نَظِيفٌ... وَتَعَامُلٌ حَسَنٌ… وَنَفْسٌ مَرِحَةٌ... وَكَلِمَةٌ طَيِّبَة، هَكَذَا تَعيشَ جَمَالُ الحَيَاةَ.. فَكُنْ جَمِيلَ الخَلْقُ تَهْوَاكَ القُلُوبَ… فما أجمل التواضع واسعاد النفوس. فلا تفسد على الناس فرجتهم وسعادتهم.
اقرأ أيضا: قصة الملك والرجل الفقير والعبرة منها.