أبيات شعرية جميلة عن حفظ اللسان |
حفظ اللسان من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، والمقصود بحفظ اللسان ألّا يتحدث الإنسان إلّا بالخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة وغير ذلك، والإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج من فمه، حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، وهو نعمة كبيرة النفع والأثر إن سخر في جوانب الخير ومناحيه، وعظيم الخطر والضر، متى أضاع الإنسان رقابته عليه وأطلقه في كل شيء.
وفي ما يلي نورد مجموعة من الأبيات الشعرية الجميلة عن فضيلة حفظ اللسان، قالها شعراء عرب، ونرجوا ان تنال اعجابك وتستفيد منها إن شاء الله.
أبيات شعرية جميلة عن حفظ اللسان
من أجمل أقوال الشعراء العرب في حفظ اللسان، ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:
قال الإمام الشافعي:
- احفظ لسانك أيها الإنسان
- لا يلدغـنـك إنه ثـعـبــان
- كم في المقابر من قتيل لسانه
- كانت تهاب لقائه الشجعــــان
وقال شاعر اخر:
- عَـوِّدْ لسانكَ قـلةَ اللَّـفْـظِ
- واحفظْ لسانَكَ أيَّما حِفْظِ
- إِيَّـاكَ أن تَـعِـظَ الـرِّجَـالَ وقد
- أصبحْتَ مُحتاجاً إِلى الوَعْظِ
وقال الشافعي أيضا:
وعينـــاك إن أبــدت إليـك مســـــاؤا
فدعها وقل يا عين للناس أعين
فلا ينطقن منـــك اللــــــسان بسوءة
فكلك سوءات وللــــناس ألسـن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكـــن بالتي هي أحسن
وقال شاعر آخر:
لسانُكَ لا تذكرْ به عَورَة امرئٍ
فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنَّاسِ أَلسُنُ
وَعَينُكَ إِنْ أَبْدَت إِليكَ مَعَايِبَا
فَصُنْها وقُلْ يَا عَينُ للنّاسِ أَعْيُنُ
قال الشاعر العربي أيضا:
وجُرْحُ السيفِ تأسوه فيبرا وَجُرْحُ الدَّهر ما جَرحَ اللسانُ
جِرَاحَاتُ السّنانِ لها التئامٌ ولا يَلْتَامُ ما جَرحَ اللسانُ
قال الشاعر العربي:
وجدت سكوتي متجراً فلزمته إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر
ما الصمت إلا في الرجال متاجر وتاجره يعلو على كل تاجر
قال صالح عبد القدوس:
احفظْ لِسَانكَ لا تَقُل فتُبْتلى إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطِقِ
قال علي بن أبي طالب:
وزنِ الكلامَ إِذا نطقَتَ ولا تكـــنْ ثرثارةً في كلِ نادٍ تخـطــــبُ
واحفظْ لسانكَ واحترزْ مِن لفظِهِ فالمرءُ يسلمُ باللِّسانِ ويَعْطبُ
والسِّـرَّ فاكْـتُمـهُ ولا تـنـطـقْ بــه فهو الأسيرُ لديكَ إِذ لا ينشبُ
وكـذاكَ سِـرُّ المـرءِ ما لم يَـطـوِه نـشرَتْه ألسنةٌ تَـزيدُ وتُتطنـبُ
إقرأ أيضا: أبيات شعرية جميلة عن الكرم والعطاء
أقوال العلماء والحكماء في حفظ اللسان
- (قال ابن بريدة: رأيت ابن عباس آخذًا بلسانه، وهو يقول: ويحك قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنَّك ستندم، قال: فقيل له: يا ابن عباس، لم تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أنَّ الإنسان -أراه قال- ليس على شيء من جسده أشدُّ حنقًا أو غيظًا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرًا، أو أملى به خيرًا).
- قال سليمان بن داود: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
- قال عبد الله بن مسعود: والله الذي لا إله إلا هو ما شيءٍ أحوج إلى طول سجن من لسان.
- أخذ أبو بكر الصديق، رضي الله عنه بطرف لسانه وقال: (هذا الذي أوردني الموارد).
- وعن علي رضي الله عنه قال: (بكثرة الصمت تكون الهيبة).
- و(عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: تعلموا الصمت كما تعلمون الكلام، فإنَّ الصمت حلم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مشَّاءً إلى غير أرب). - قال طاووس: لساني سبع إن أرسلته أكلني.
- قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل.
- قال بعض الحكماء: الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح. وقالوا: (اللسان سبع عقور). - قال مالك بن دينار: الصدق والكذب يعتركان في القلب حتّى يخرج أحدهما صاحبه.
- وقال علي بن أبي طالب: (لا خير في الصمت عن العلم، كما لا خير في الكلام عن الجهل).
- (دخلوا على بعض الصحابة في مرضه ووجهه يتهلل، فسألوه عن سبب تهلل وجهه، فقال: ما من عمل أوثق عندي من خصلتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي سليمًا للمسلمين).
إقرأ أيضا: أقوال الحكماء عن السعادة
احاديث نبوية تحث على حفظ اللسان
- عن أبي موسى الأشعري قال: قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ".
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: ((«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»)).
قال النووي: (وأما قوله ﷺ: ((فليقل خيرًا أو ليصمت))فمعناه: أنه إذا أراد أن يتكلم؛ فإن كان ما يتكلم به خيرًا محققًا يثاب عليه واجبًا أو مندوبًا فليتكلم، وإن لم يظهر له أنه خير يثاب عليه فليمسك عن الكلام، سواء ظهر له أنه حرام أو مكروه أو مباح مستوي الطرفين؛ فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورًا بتركه، مندوباً إلى الإمساك عنه؛ مخافةً من انجراره إلى المحرم أو المكروه، وهذا يقع في العادة كثيرًا أو غالبًا). وقال ابن عبد البر: (وفي هذا الحديث آداب وسنن، منها التأكيد في لزوم الصمت، وقول الخير أفضل من الصمت؛ لأن قول الخير غنيمة، والسكوت سلامة، والغنيمة أفضل من السلامة).
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، فأخبره النبي ﷺ بأركان الإسلام، وجملة أمور أخرى ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: «كف عليك هذا»، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم». -وقال رسول الله ﷺ: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه).
- عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: ((«من صمت نجا»)).
قال الغزالي: (من تأمل جميع... آفات اللسان علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم، وعند ذلك يعرف سر قوله ﷺ: ((من صمت نجا))؛ لأن هذه الآفات كلها مهالك ومعاطب، وهي على طريق المتكلم، فإن سكت سلم من الكل، وإن نطق وتكلم خاطر بنفسه، إلا أن يوافقه لسان فصيح، وعلم غزير، وورع حافظ، ومراقبة لازمة، ويقلل من الكلام؛ فعساه يسلم عند ذلك، وهو مع جميع ذلك لا ينفك عن الخطر، فإن كنت لا تقدر على أن تكون ممن تكلم فغنم، فكن ممن سكت فسلم، فالسلامة إحدى الغنيمتين). وقال القاري: (... ((من صمت)): أي: سكت عن الشرِّ. ((نجا)): أي: فاز وظفر بكل خير، أو نجا من آفات الدارين).
- عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: ((«من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة»)).
قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث: ( فالمعنى من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه، أو الصمت عما لا يعنيه ضمن له الرسول ﷺ الجنة... فإن النطق باللسان أصل في حصول كل مطلوب، فإذا لم ينطق به إلا في خير سلم، وقال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر). وقال ابن عبد البر: (في هذا الحديث دليل على أن أكبر الكبائر إنما هي من الفم والفرج، وما بين اللحيين الفم، وما بين الرجلين الفرج، ومن الفم ما يتولد من اللسان وهو كلمة الكفر، وقذف المحصنات، وأخذ أعراض المسلمين، ومن الفم أيضا شرب الخمر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ظلمًا، ومن الفرج الزنى واللواط).
- وعن النبيّ ﷺ قال: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ، وَإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جَهَنَّمَ".