كيف تتخلص من العصبية الزائدة وسرعة الغضب |
أصبح الكثير من الناس اليوم، بسبب طبيعة الحياة المعاصرة، يعانون من العصبية الزائدة وسرعة الغضب، وهو أمر صعب، ومع الأسف لا يؤثر الأمر على الشخص المصاب وحده، وإنما يؤثر على كل من يتعامل معه بل وعائلته أيضا.
ولأني كنت إعاني بدوري من العصبية وسرعة الانفعال، فأنا أتفهم حال كل من يعاني من العصبية الزائدة وسرعة الإنفعال تمامًا ومقدار رغبتك في التخلص من هذه الحالة، ولكن دون جدوى.
كيف تتخلص من العصبية وسرعة الغضب
العصبية هي رد فعل فطري لبعض الحالات. لكن حدوثها بشكل مفرط يكون إما بأسباب أمراض نفسية مثل الاكتئاب حيث ان العصبية من أهم أعرضه، واضطراب الوسواس القهري حيث تتداخل هواجس الشخص بأنشطة حياته اليومية وتُسبّب له الإزعاج الشديد لأنّها تدفعه للقيام بسلوكيات قهرية وبشكل متكرّر ويفقد السيطرة على أعصابه.
كما يؤثر ادمان الكحول على تحكم الشخص بانفعالاته ويزيد الغضب والعصبية، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وهو اضطراب في النمو العصبي الذي يسبب مشاكل في التركيز، وفرط الحركة، والأرق، والسلوك الاندفاعي الذي يتسبّب بالغضب والعصبية.
لذلك نقص الحديد فى الدم أو سوء التغذية، والمشاكل العاطفية والشجار المتكرر، وزيادة إفراز الغدة الدرقية فى الجسم يزيد من العصبية والنرفزة، كذلك التغيرات الهرمونية عند النساء، والإصابة بانخفاض السكر فى الدم.
بعد معرفة وتحديد سبب العصبية فهو جزء كبير من الحل، بعد ذلك يجب علاج السبب، ومن المهم البعد عن التفكير السلبى وتجنب الضغط النفسى والمشاحنات والضغوطات، وممارسة التمارين الرياضية التى تساعد على الاسترخاء والهدوء ومنها تمارين اليوجا والتأمل، وتناول السوائل الدافئة مثل الينسون والنعناع والشمر، حيث إنها تساعد على الاسترخاء والهدوء.
وكذلك يجب تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات الأساسية خصوصا فيتامين D والعناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم والصحة النفسية، والبعد عن التدخين والمشروبات الكحولية والغازية.
كما يجب أيضا ممارسة عملية التفريغ النفسي بطرق مناسبة من خلال التحدث عن ما تشعر به مع شخص قريب يفهمك، التفكير قبل اتخاذ أي قرار وأي تصرف، كما ان النوم الصحي له فائدة كبيرة لتخفيف عصبية الإنسان.
إقرأ أيضا: أهم أسباب العصبية والتهيج وطريقة علاجها
تجربتي مع العصبية وسرعة الغضب
تجربتي مع العصبية وسرعة الغضب |
عندما كنت أشعر بضغط نفسي يتحول الأمر في الحال إلى عصبية لأقل سبب، فكنت أجلس في مكان منعزل لمدة نصف ساعة تقريبا، وكنت أذهب إلى الحديقة او النادي لممارسة التمارين الرياضية فيكون للأمر تأثيرًا ملحوظًا عليي في التخفيف من حدة شعوري في ذلك الوقت.
ويجب عليك أن تعلم أن الصفات تأخذ وقتًا كي تختفي وتتغير، ولذا عليك التحلي بالصبر والانتظار حتى تعتاد الهدوء خطوة بخطوة. وأحب أن أشاركك بعض الخطوات التي أتبعتها شخصيا للتخلص من العصبية، وسرعة الغضب وأرجو أن تفيدك:
- عدم الرد بسرعة، ببساطة إن تحدث معكِ شخص بما يزعجك حاولي التفكير لثوان قبل الرد عليه.
- فكري بحيادية في الموقف وهل هو موقف مزعج بالفعل أم لا؟
- اسألي نفسك في كل مرة قبل الرد، هل يستحق الأمر الصراخ أم أنه سيرهقني فحسب؟
- حاولي ممارسة الرياضة ولو حتى المشي يوميًا لمدة ربع ساعة على أقل تقدير.
- استمتعي بأمر تحبينه كالرسم أو القراءة أو النظر للمساحات الخضراء وغيرها، هذا من شأنه أن يكسبك الصبر.
- غيري من وضعيتك حينما تشعرين بنوبة غضب، ويمكنك ترك المكان إن تطلب الأمر.
- يمكنكِ التحدث مع الأقربين وأخذ نصائحم في هذا الشأن.
- الاهتمام بالتغذية وأكل الأطعمة التي تفضليها.
- الاستماع الى الموسيقى المفضة وممارسة الاسترخاء النفسي
يمكنك كذلك الاهتمام بتمارين تنظيم التنفس، فقد ساهمت في تخلصي من العصبية والانفعال بصورة كبيرة.
كما أنصحكِ بالاطمئنان الدوري على صحتكِ الجسدية والتأكد من نسب الفيتامينات في جسدك وخاصة فيتامين د، لأن قلته تؤدي إلى الانفعال.
أما عن المواضيع اليومية التي ترهقنا جميعًا فحاولي التفكير فيها بصورة إيجابية قدر الإمكان، وابتعدي عن نشرات الأخبار أو القنوات التي تنشر المواضيع المزعجة باستمرار.
إقرأ أيضا: كيفية التعامل مع الشخص العصبي و كسب صداقته
نصائح اخيرة للتخلص من العصبية وسرعة الغضب
جميع الفئات العمرية تعاني اليوم من العصبية وسرعة الإنفعال |
أهم نصيحة سنقدمها لك للتخلص من العصبية الزائدة وسرعة الإنفعال والغضب، هي الجلوس والخلوة بالنفس والتفكير بمختلف جوانب الحياة بموضوعية وهدوء، وننصحك بقراءة كتاب "قوة الآن" للكاتب إيكهارت تول، وكذلك كتاب "اللامبالاة" لمارك مايسون.
لأن عدم عيش اللحظة والتفكير الزائد هو السبب الأساسي للتوتر وفقدان السلام النفسي، وعيش اللحظة أو الحضور كما يسميه البعض يحتاج جهدا واطلاعا دائما لتغيير برمجيات العقل السلبية. ومن النصائح الأخرى:
- عزز إيمانك وتوكلك على الله، فالله لا يضيع من يتوكل عليه حق التوكل إن كان يأخذ بالأسباب.
- مارس التأمل وتمارين التنفس التي تهدأ الأعصاب بشكل كبير وتخفف من الغضب.
- ممارسة الرياضة وخاصة اليوغا وتمارين التمدد تساهم كثيرا في تحسين المزاج والتخفيف عن الضغط.
- حاول قدر الإمكان الجلوس في مكان طبيعي والتعرض للأشعة الشمس، فبالإضافة إلى أثر أشعة الشمس والمناظر الخضراء على نفسية الإنسان، إلا أن الطبيعة تذكرنا ببساطة الحياة التي عقدها الإنسان بسعيه نحو الكماليات.