من أسرار النجاح: التحرر من القناعات الزائفة وشجاعة الإقدام

من أسرار ومفاتيح النجاح

من أجل توضيح دور وأهمية التحرر من القناعات الزائفة وامتلاك شجاعة الإقدام، في تحقيق النجاح في الحياة، وكيف يعد ذلك أحد مفاتيح وأسرار النجاح، لا بد من الاستعانة بالتجارب العلمية والأمثلة الواقعية.

في تجربة علمية قام باحثون بوضع سمكة كبيرة مفترسة في حوض زجاجي كبير دون طعام، ثم قاموا بوضع سمكة صغيرة معها، وقاموا بفصل السمكتين بلوح زجاجي شفاف داخل الحوض، وكلما حاولت السمكة الكبيرة أكل السمكة الصغيرة تصطدم باللوح الزجاجي الشفاف.

وبعد الكثير من المحاولات تخلت السمكة الكبيرة عن محاولة أكل السمكة الصغيرة، بعدما تكونت لديها قناعة باستحالة أكل السمكة الصغيرة، وبعد عدة أيام قام الباحثون بنزع اللوح الزجاجي من الحوض، وتركوا الحرية للسمكة الكبيرة في اكل السمكة الصغيرة.

لكن المفاجأة أن السمكة الكبيرة رغم الجوع الشديد لم تقترب من السمكة الصغيرة، وظلت تتصرف كأن السمكة الصغيرة غير موجودة! رغم أنه تم نزع وإزالة اللوح الزجاجي من الحوض.

والسبب طبعا القناعة الزائفة التي تكونت لدي السمكة الكبيرة باستحالة أكل السمكة الصغيرة، أي أن اللوح الزجاجي لا يزال في دماغ السمكة الكبيرة.

هل تعلم أن مثل هذا اللوح الزجاجي موجود أيضا في دماغك، عبارة عن قناعات زائفة مترسخة في عقلك حول استحالة أو صعوبة تنفيد الكثير من الأمور في حياتك، ومن أجل النجاح انزع اللوح الزجاجي من دماغك، وتخلى عن قول "لا أستطيع" و "غير مؤهل". بل أنت تستطيع ومؤهل.

يقول الدكتور أحمد خالد توفيق كنت في رحلة ريفية فرأيت مجموعة من أصدقائي يلعبون لعبة مثيرة: علقوا زجاجة مياه غازية فارغه بحبل من غصن شجرة وجعلوها تتأرجح يمينا ويسارا كبندول الساعة، ثم راحوا ينصبون عليها بالبندقية من مسافة بعيدة نسبياً. دنوت منهم وقررت أن أجرب بنفسي أيضا.

قلت: ما هذه؟

قالو: بندقية.

قلت: كيف تطلقون بها؟ وما المطلوب بالضبط؟

قالوا: إصابة هذه الزجاجة.

قالت: دعوني أجرب.

صوبت وضغط الزناد بلا تفكير، لتتناثر شظايا الزجاجة في كل اتجاه، ويشهق أصدقائي ذهولاً. عرفت فيما بعد أنهم كانوا يحاولون منذ ساعة وأن ثلاثة منهم حاصلين علي جوائز في الرماية لكنهم فشلوا! لو كنت أعرف هذا كله مسبقًا لفشلت حتماً.

ما هو سر النجاح؟

للنجاح في الحياة وبلوغ القمة عوامل وأسرار

إن التحرر من القناعات الزائفة وشجاعة الإقدام أمران مهمان في الحياة من أجل النجاح في الكثير من الأمور وهما من أسرار النجاح، ولولا ذلك لما قمنا بأي شيء في حياتنا مند طفولتنا، وسبب فشل غالبية الناس اليوم في الحياة فلأنه لديهم قناعات زائفة ويتوقعون الفشل من البداية.

لهذا لم أندهش عندما قرأت عن ذلك الطالب الأمريكي الذي نام في قاعة المحاضرات واستيقظ متأخراً فوجد علي لوح الكتابة معادلة غير محلولة فنسخها وافترض ان هذه هي واجبه المنزلي. وهكذا عاد للدار وسهر حتي أتم حل هذه المعادلة وقدمها لأستاذه في اليوم التالي.

أصيب الأستاذ بالذهول، وذهب الى بيت الطالب ليخبره بالحقيقة :"لقد قمتَ بحل معادلة لا حل لها عبر التاريخ"، أو هكذا اعتبر أساتذة الرياضيات، وقد كتبها الأستاذ علي لوح الكتابة كنموذج للمعادلات الرياضية المستحيلة الحل والتي لم يستطيع أحد حلها حتى الأن. والطالب الذي لم يعرف هذه الحقيقة حلها في ليلة واحدة!

هنا يجب أن تحرر من القناعات الزائفة وأن نتحلى بشجاعة الإقدام ولا نفكر في مدي صعوبة ما نحن بصدده، ولا بعدد من فشلوا قبلنا.

هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة للنجاح، أما لو حاصرتنا أشباح المخاوف قبل أن نبدأ فلسوف تخرج تلك الكلاب السوداء المفترسة لتمزقنا قبل أن نخطو الخطوة الأولى! أنظر: كيف تكون ناجحاً في حياتك وعملك.

التحرر من القناعات الزائفة سر من أسرار النجاح

إن التحرر من القناعات الزائفة وشجاعة الإقدام من مفاتيح وأسرار النجاح، فالرجل أصاب الزجاجة لأنه لم تكن لديه قناعة زائفة بصعوبة إصابة الزجاجة. وليس لأنه يتقن الرماية أفضل منهم.

والطالب أجاب على المعادلة لأنه لم تكن لديه قناعة زائفة بصعوبة حل تلك المعادلة. وليس لأنه عبقري ذو عقل خارق للعادة. القناعات الزائفة عامل للفشل والإحباط وتكبح قدراتنا الحقيقية.

وهذا لا يعني ان التحرر من القناعات الزائفة والتحلي بشجاعة الإقدام وحده كافي للنجاح في جميع الأمور في الحياة، بل يعني أنهما عاملان مهمان جدا من عوامل النجاح، وليست العامل الوحيد أو السر الوحيد للنجاح، وكأنك تقول هل رأيت ذلك الرجل الذي نجح لأنه اجتهد واستيقظ باكرا، إذن بالاجتهاد والاستيقاظ مبكرا سأنج في كل الأمور!. صحيح أن الاجتهاد والاستيقاظ مبكرا يضيف من الحظوظ الكثير للنجاح لكن ليس هو الأساس أو العامل الوحيد للنجاح.

ما هي القناعات الزائفة؟

القناعات الزائفة هي اعتقادات ومعلومات خاطئة تكون مترسخة في العقل، يظنها الإنسان بمثابة معلومات أو قواعد صحيحة، بينما هي في الحقيقة زائفة ولا أساس لها في الواقع.

المشكلة الكبرى أن أكثر الناس يعيشون المشكلة ويفشلون في حلها بسبب القناعات الزائفة والتردد النفسي والخوف من الفشل الذي يكون الهاجس الطاغي الذي يعيش داخل عقولهم. راجع قناعاتك الزائف وتحرر منها. أنظر أيضا: كيف تتعامل مع الفشل بالطريقة الصحيحة؟.