قصة عن الأمانة والحكمة منها |
الأمانة والصدق من الأخلاق المحمودة في الإسلام، ومن صفات الانسان الصالح التي تشير إلى سمات إيجابية وفاضلة مثل النزاهة والوفاء والاستقامة.
بما في ذلك استقامة السلوك، إلى جانب عدم الكذب والغش والسرقة وما إلى ذلك. تتضمن صفة الأمانة أيضًا أن تكون جديرًا بالثقة ومخلصًا وعادلاً وصادقا. وفي ما يلي نقدم لك قصة قصيرة عن الأمانة والحكمة منها، قراءة ممتعة:
قصة عن الأمانة
كان رجل فقير يعيش في قرية كبيرة قرب بحيرة كبيرة، وكان هذا الرجل متزوجا من امرأة صالحة صابرة على قلة الحال، وذات يوم قالت له زوجته: يا زوجي العزيز حبذا لو تبحث لك عن عمل نسد به رمق جوعنا فلم يعد لدينا طعام نأكله ولا ملبس دافئ نلبسه.فخرج الرجل إلى السوق يبحث عن عمل لدى التجار الكبار، وبحث كثيرا ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث توجه إلى المسجد وصلى هناك ركعتين، وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.وما إن انتهى من الدعاء وخرج من المسجد وجد كيساً في الطريق، التقطه وفتحه فإذا فيه ألف دينار، ذهب الرجل إلى زوجته سعيدًا يبشرها بالمال الذي وجده، لكن زوجته ردت المال وقالت له: لا بد أن ترد هذا المال إلى صاحبه، فالمال أمانة ليس مالك، فعليك أن ترده إلى المسجد وتبحث عن صاحبه حتى لا يدخل الحرام بيتنا.وبالفعل ذهب الرجل الفقير بالمال إلى المسجد ووجد شاب ينادي: من وجد كيساً فيه ألف دينار؟ سمعه الرجل الفقير وقال: أنا وجدته في طريق المسجد، وأعطاه لصاحبه.فكان جزاؤه أن نظر الشاب المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً، ثم قال له: خذ الكيس فهو حلال لك، ومعه ألف دينار أخرى.استغرب الرجل الفقير وقال له: ولما ؟ قال الشاب المنادي: لقد أعطاني أبي ألفي دينار وقال لي: أطرح منها ألف دينار في طريق المسجد، ثم ناد عليها في المسجد، فإن ردها إليك من وجدها، فأدفع المال كله إليه فإنه أمين ويستحق المبلغ لأمانته ثم آتيني به للعمل لدينا في الصيد، لأنني أبحث عن رجل أمين فقط يساعد عمالي في الصيد بالقارب في البحيرة وينوب عني في العمل.
الحكمة من القصة
الأمانة خُلق عظيم، ومن يتوكل على الله وكان أمينا صادقا في سعيه، كفاه الله ورزقه من حيث لا يحتسب، مصداقا لقول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).
وخير من عُرف بالأمانة هو الرسول صل الله عليه وسلم، فقد كان كفار قريش يتركون ودائعهم عنده في مكة ليحفظها لهم؛ وقد عُرِفَ الرسول بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين، وحينما هاجر الرسول من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب ليرد الى المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.