قصة الحمار والنمر: قصة عن الجدال العقيم والحكمة منها |
من القصص الجميلة عن الجدال العقيم، نجد قصة الحمار والنمر والعشب الأخضر، وهي من قصص الحيوانات المعبرة، وهي قصة قصيرة عن الجدال العقيم وأهمية تجنبه.
كما تعتبر هذه القصة الجميلة قصة تربوية للأطفال أيضا، وإليك في ما يلي نص القصة والحكمة منها، قراءة ممتعة:
قصة الحمار والنمر والعشب الأخضر
قال الحمار لحيوانات الغابة في حضور النمر: هذا العشب أزرق!أجاب النمر: لا، هذا العشب أخضر.احتدم النقاش بينهما بخصوص ذلك، فقررا عرض النزاع على القاضي ليحكم فيه، وعندما اقتربوا من القاضي، الذي كان هو الأسد جالسًا على عرشه، بدأ الحمار بالصراخ: سيدي القاضي، أليْسَ العشب أزرق؟أجاب الأسد: إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح وفعلا تراه أزرقا إذن فهو أزرق!اندفع الحمار في وسط القبيلة صائحا مزمجرا: هذا النمر غبي ولا يفقه شيئا ويزعجني وأرجو أن يعاقب على ذلك.وافق القاضي الملك على ذلك فقرر أن يعاقب النمر بثلاثة أيام من الصمت لا يتحدث إلى أحد من أفراد القبيلة.رقص الحمار وقفز فرحا بهذا الحكم ورحل في حال سبيله وهو يردِّدُ و يُعيد: "العشب أزرق كما قلت لكم العشب أزرق كما قلت لكم ".ذهب النمر الى الأسد للاحتجاج وسأله: "يا جلالة الملك، لماذا تعاقبني وأنت تعلم علم اليقين أن العشب أخضر؟"أجاب الأسد :" الكل يعرف أن العشب أخضر"سأل النمر: " فلماذا تعاقبني إذن؟ "أجاب الأسد: عاقبتك لأنك تجادل حمارًا جدالا عقيما، وعقابك ليست له علاقة بمسألة هل العشب أزرق أو أخضر، بل عقابك هو لأنه من المهين لمخلوق شجاع وذكي مثلك أن يضيع الوقت في الجدال العقيم مع الحمار، وفوق ذلك أزعجتني وأزعجت القبيلة بسؤالٍ الكل يعرف جوابه!"
الحكمة من القصة
حينما يعلو صوت الجهل والتعصب فمن الحكمة أن ينسحب صوت العقل والمنطق.
لابد من ابداء الرأي في بعض الحالات، ولكن حين يتحول الحوار الى حلبة صراع وضوضاء وشتائم وعنف لفظي، يصبح جدلا عقيما يوجع الرأس ويستفز النفس، ومن العقل حينها ان ينهي المرء فورا نقاشه وينسحب وذلك يعتبر نصرا كبيرا لأن ليس كل انسان يتمتع بقوة الشخصية وينسحب بهدوء.
يقول جبران خليل جبران :
ليس من الذكاء ان تنتصر في الجدال، وإنما من الذكاء عدم الدخول في الجدال أصلا.
أكبر مضيعة للوقت والطاقة هو الجدال العقيم مع الأحمق المتعصب الذي لا يهتم بالحقيقة أو المنطق، ولكن فقط الانتصار لِظنونه ومعتقداته وأوهامه مهما كانت بعيدة عن الواقع!
فلا تضيع طاقتك في المناقشات التي لا معنى لها، هناك أشخاص جهلاء ومتعصبين رغم كل الأدلة المقدمة لهم ليس لديهم القدرة على الفهم والاستيعاب!
أشخاص أعماهم الجهل وتضخم الأنا والكراهية، والشيء الوحيد الذي يريدونه هو أن يكونوا على حق دائما حتى لو لم يكونوا كذلك!