قصة الجار مع جاره هي قصة قصيرة ومؤثرة جدا عن سوء الظن، وتدور أحداث هذه القصة المؤثرة بين جارين كانت بينمها علاقة احترام وصداقة ولكن في أحد الأيام حدث أمر غريب فظن الجار بجاره السوء.
وإليك في ما يلي قصة الجار مع جاره والعبرة منها، ونرجو أن تنال هذه القصة المؤثرة اعجابك وتستنتج منها بنفسك الحكمة البليغة، قراء ممتعة:
قصة الجار :
كان هناك رجلان يسكنان بالقرب من بعضهما البعض، وكانت لكل منهما زوجة وأبناء، وكانت بينمها علاقة من الاحترام والتعاون مثل أغلب الجيران، وفي أحد الأيام كان أحد الرجلين يستعد للاحتفال بزواج ابنه وفلذة كبده الوحيد الذي وُلد بعد عشرين عاماً من زواجه، وكان كل الجيران يعلمون جيدًا مدى حب هذا الأب لابنه الوحيد وكيف كان مشغولًا للتحضير لهذا اليوم السعيد وكم كلفه من أموال.وفي يوم الزفاف دعا الرجل جميع جيرانه لوليمة الغداء، لكن جاره الملاصق لبيته لم يحضر أحد منهم إلا الابن الصغير، حضر وبسرعة خرج من الوليمة بعد أن أكل منها القليل.كان والد العريس يراقب المشهد، ويتساءل في نفسه:ما هذا الجار الحسود الذي لم يشاركنا فرح ابني الوحيد مثل كل الجيران؟ما هذا الجار المتكبر الذي لم يأتي ليبارك لنا زواج ابني الوحيد؟.ولماذا لم يخضر ولدهم الكبير على الأقل ليشاركنا فرحنا مثل كل الجيران؟ولماذا جاء الولد الصغير فقط وأكل بهذه السرعة الغريبة، وغادر وترك الفرح؟أصاب والد العريس الانزعاج من تصرف جاره ومرت على ذهنه خواطر كثيرة، وظن السوء بجاره، وفسّر تصرفه بالتكبر والحسد.
وبعد اكتمال الوليمة شرع المدعوون في إحضار السيارات لجلب العروس من بيت أهلها، وفي تلك الأثناء جاء الابن الصغير مرة أخرى الى جاره بسيارته للمساهمة في موكب زفاف العروسين، لكن والد العريس رفض بانزعاج، وقال له: انصرف لا نريد مشاركتكم، عندنا سيارات كثيرة، انصدم الولد الصغير ولم ينطق بكلمة واحدة وعاد الى بيتهم حزينا.في تلك الأثناء لمح والد العريس حركة غير عادية وغريبة في بيت جاره، ورأى مجموعة من الناس يدخلون بصمت الى بيت جاره، وبعد قليل رأى ابنهم الأكبر يفتح الباب وعلامة الحزن على وجهه، ولم يسأله ما الأمر، بسبب موقفهم السلبي من عرس ابنه الوحيد، وتركه وتجاهله تعبيرًا عن غضبه منهم.بعد العشاء وإكمال مراسيم الفرح، وبعد مغادرة جميع الضيوف والمدعوين للعرس وعادوا أدراجهم، وإذ بجنازة، تخرج من بيت جاره من غير عويل ولا صراخ ولا ضجيج.فسأل والد العريس الناس من المتوفى؟فرد عليه الابن الكبير لجاره إنه والدي توفى ظهر اليوم، وعند شعوره بالوفاة أوصانا بالحفاظ على الهدوء وعدم إظهار الحزن إذا وافاه الأجل؛ لتكتمل فرحتكم بولدكم الوحيد، لأنه يعرف مدى حبك لولدك الوحيد، وأوصانا والدي أن تخرج الجنازة بعد انتهاء الفرح حتى لا تتعكر فرحتكم.هنا وقعت الحادثة كالصاعقة على والد العريس عندما ظن السوء بجاره، وندم ندمًا شديدًا على موقفه منهم، وبكى بغزارة، وقال: ونعم الجار، لو كان أحد غيره لما فعل مثل ما فعل هذا الجار العظيم، ولكن الرجولة لها أهلها ولا يفعلها إلا الرجال.
العبرة من قصة الجار
إن من أشد الظلم هو أن تسيء الظن بشخص برئ ولا تلتمس له الأعذار. فما أسهل أن نظن بالناس السوء، وهم مما نظن بهم أبرياء، فمن الحكمة أن نتحرى الحقيقة أولا قبل أن نظن بالناس السوء، لأن بعض الظن إثم، كما جاء في التنزيل الحكيم. ولا خير في من يؤذي جاره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.