فوائد التمر في الإسلام وأهميته كما عرفها النبي محمد (ﷺ) |
يحظى التمر بأهمية بالغة في الإسلام، وفوائد التمر للصحة عديدة، وقد عرف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فوائد التمر وأهميته، وشاركها مع العالم، وأوصى المسلمين بالحرص على أكل التمر كل يوم، والإفطار به في رمضان.
وقد ورد ذكر التمر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وهو من ثمار الجنة، والتمر هو ثمرة شجرة النخلة المباركة، وثمرة الرسول (ﷺ)، وفاكهة مهمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. أنظر أيضا: لماذا اتخذت السعودية النحلة شعارا لها.
والتمر عنصر أساسي في بيت أي مسلم، وهو منزل نعرفه ونحبه جميعًا - لكن هل تعلم فوائد وأهمية تناول التمر في الإسلام؟
فوائد التمر في الإسلام
ورد ذكر التمر والنخل في القرآن الكريم 22 مرة، وهو أكثر من أي شجرة فاكهة أخرى، كما ورد ذكره في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، لذلك نعلم أن أهمية التمر متأصلة في الإسلام.
يخبرنا القرآن أيضًا كيف أن تناول التمر في الإسلام يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الحمل والولادة في سورة مريم. عانت مريم عليها السلام من آلام شديدة أثناء حملها بعيسى (عليه السلام)، لذلك أمرها الله (سبحانه وتعالى) بتناول التمر لتخفيف ألم المخاض.
لقد دفعت آلام المخاض مريم إلى جذع نخلة. [كما جاء في قصة مريم في القرآن الكريم]: "فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) ". [القرآن، سورة مريم]
وقد أثبت الطب اليوم أنه يمكن أن يساعد تناول التمر أثناء الحمل في تخفيف آلام المخاض، والمساعدة في تعزيز الولادة الصحية للطفل.
يساعد حمض الفوليك الموجود في التمر في نمو الحبل الشوكي للجنين، ويمكن أن يساعد المغنيسيوم في تهدئة التشنجات والتشنجات العضلية أثناء الحمل، ويمكن لفيتامين K أن يعزز تخثر الدم ويحسن صحة العظام، ويمكن أن يساعد البوتاسيوم في تنظيم ضغط الدم.
أكد مقال نشرته مجلة أمراض النساء والولادة فوائد تناول التمر في المراحل المتأخرة من الحمل، موضحًا أن تناول التمر "ثبت أنه يؤثر إيجابًا على نتائج المخاض والولادة دون أن يكون له تأثير سلبي على الأم و طفل. فسبحان الله!
وقد عرف النبي محمد (ﷺ) فوائد التمر، وتمتع بأكله كثيرًا. وشجع باعتزاز من حوله على فعل الشيء نفسه. كان يتلقاها كهدايا، وشارك أمته فوائد أكل التمر في الإسلام.
قال النبي محمد (ﷺ): إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ ورَقُهَا، وهي مَثَلُ المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي ما هي؟ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَادِيَةِ، ووَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عبدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنَا بهَا؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ قَالَ عبدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أبِي بما وقَعَ في نَفْسِي، فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ يَكونَ لي كَذَا وكَذَا. [لراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري]
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا حَكيمًا ومُربِّيًا عَظيمًا، وكان يُقرِّبُ المَفاهيمَ للناسِ بضَرْبِ الأمثالِ الموضِّحةِ.
وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلَ أصحابَه عن الشَّجرةِ الَّتي لا يَسقُطُ وَرَقُها، وشَبَّهَها بالمسلِمِ، فذَهَبَت أفكارُهم أنَّها شَجَرُ الصَّحراءِ، وكان كلُّ إنسانٍ يُفسِّرُها بنَوعٍ مِن أنواعِ الشَّجرِ الذي يَخرُجُ في الصَّحراءِ وذَهَلوا عن النَّخلةِ، ووَقَعَ في نفْسِ ابنِ عُمَرَ أنَّها النَّخلةُ، ولكنَّه استَحْيا أنْ يَذكُرَ ما في نفْسِه تَوقيرًا لأكابرِ الصَّحابةِ الحاضِرينَ الذين لم يَعرِفوها، وفسَّرَها لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّخلةِ.
وأشبَهَت النَّخلةُ المُسلمَ في كَثرةِ خَيرِها، ودَوامِ ظِلِّها، وطِيبِ ثَمَرِها، ويُتَّخَذُ منه مَنافعُ كَثيرةٌ، وهي كلُّها مَنافعُ وخَيرٌ وجَمالٌ، والمؤمنُ خَيرٌ كلُّه مِن كَثرةِ طاعاتِه، ومَكارمِ أخلاقِهِ، والمُواظَبة على العِبادة والصَدَقة، وسائرِ الطاعاتِ؛ فكأنَّ الخيرَ لا يَنقطِعُ منه، فهو دائمٌ كما تَدومُ أوراقُ النَّخلةِ فيها، ثمَّ الثَّمرُ الكائنُ منها في أوقاتِه.
عندما قارن النبي (ﷺ) أشجار النخيل بالمسلمين، كان يقول إن المؤمن قوي في إيمانه ولا يتزعزع في إخلاصه لله سبحانه وتعالى. المؤمن دائمًا يمد يده إلى الله (سبحانه وتعالى)، تمامًا مثل أوراق وأغصان النخيل التي تصل إلى الشمس.
يمكن لنخيل التمر والفاكهة التي تحملها أن تساعد في تغذية من في الأرض، تمامًا كما يمكن للأمة المسلمة أن تساعد في تغذية الإسلام نفسه من خلال نشر كلمة الله (سبحانه وتعالى) واتباع كلمته.
فوائد أكل التمر وأهميته في الإسلام
وقد شبه النبي محمد (ﷺ) النخيل بالمؤمن، لكنه شجع أيضًا على أكل التمر في الإسلام لفوائدها الصحية. في حكمة النبي (ﷺ)، كان يعلم أن أكل التمر في الإسلام من شأنه أن يساعد في رفاهية المسلمين في كل مكان. وورد أنه قال ما معناه: من يأكل سبع تمرات عجوة كل صباح لن يتأثر بالسم أو السحر يوم يأكلها. [رواه البخاري]
التمر غني بالعديد من الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تحافظ على صحتنا، و 7 تمرات في اليوم هي الحجم المثالي للخدمة لمساعدة أجسامنا على الحفاظ على توازن جسدي جيد.
هذه الفاكهة الحلوة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة وخالية من الكوليسترول، ويمكن أن تعزز جهاز المناعة لديك وتساعد في حماية جسمك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه: "في التمر يوجد علاج" [مسلم]، ويمكننا أن نرى اليوم - كما علمنا الرسول (ﷺ) - أن تناول التمر يساعد في دعم صحة الجسم والعقل بشكل عام.
تحتوي التمر على:
- مصدر قوي للبروتين
- الألياف التي تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتمنع الإمساك
- فيتامينات مثل B1 و B2 و B3 و B5 و A و C و K و D
- السيلينيوم والمنغنيز والنحاس والمغنيسيوم، وهي عناصر جيدة لصحة العظام
- البوتاسيوم الذي يساعد في دعم الجهاز العصبي
- الفلور، الذي يساعد في محاربة تسوس الأسنان
- الحديد الذي يساعد في علاج فقر الدم
- السكريات الطبيعية
أنظر أيضا: فوائد التمر للرجال والنساء ومكوناته وقيمته الغذائية .
أهمية الإفطار بالتمر في الإسلام
أهمية الإفطار بالتمر في الإسلام |
شهر رمضان هو وقت شائع للغاية لتناول التمر لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، لأن النبي محمد (ﷺ) كان يفعل ذلك، فعن أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات، فإن لم تكن رطيبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء» رواه الترمذي وأبو داود.
فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما هو بحاجة إلى الماء. والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش.
وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام.
واليوم يمكن العثور على التمور على طاولات الإفطار في جميع أنحاء العالم خلال شهر رمضان المبارك لتستمتع العائلات المسلمة بأحبائها.
كان النبي محمد (ﷺ) نفسه يفطر بالتمر في رمضان، أو يشرب الماء بدلاً منها إذا لم يكن متوفراً. إن أكل التمر بعد الصيام ينشط الجسم ويمكن هضمه بسهولة، وهو أمر مهم لمن كان يصوم طوال اليوم بمعدة فارغة.
يمكن أن يساعدك تناول التمر خلال شهر رمضان، أو في أي وقت من السنة، على الشعور بأنك أقرب إلى سنة النبي محمد(ﷺ) ودين الإسلام.
إن تناول التمر في الإسلام تقليد يأتي بفوائد عديدة وهو تقليد سيستمر الأجيال القادمة من المسلمين في التمتع به وبفوائده العظيمة!