قصة عن أكل أموال الناس بالباطل والعبرة منها |
هذه قصة قصيرة عن أكل أموال الناس بالباطل، وهي من القصص المضحكة والمبكية في نفس الوقت، وتبين أن هناك من يحتال بكل من أجل أكل أموال الناس بالباطل وبدون حق.
وقبل عرض هذه القصة نؤكد أن جميع شخصيات هذه القصة وأحداثها من وحي الخيال، وأنّ أي تشابه بينها وبين شخصيات حقيقية في أي بلاد من البلدان هو من قبيل المصادفة لا غير.
وإليك في ما يلي نص هذه القصة القصيرة عن أكل أموال الناس بالباطل، قراءة ممتعة:
قصة عن أكل أموال الناس بالباطل
كان في قديم الزمان، حاكم فاسد طاغية وظالم للناس، وكان يأكل أموال الناس بالباطل، وفي أحد الأعوام أصاب البلاد القحط والجفاف، بسب انحباس المطر عدة سنوات، فاستدعى حاكم البلاد ثلاث من رجال الدين في البلاد، وسألهم ما رأيكم في أخد أموال الناس عن طريق فرض المزيد من الضرائب بالقوة على الشعب الفقير حتى يعيش حاكم البلاد وحاشيته حياة الرفاهية والترف ورغد العيش؟.فأجابه الأول: يجوز اخد أموال الناس لرفاهية الحاكم، لإن رفاهية الحاكم وحاشيته من الضرورات التي تبيح المحظورات.وأما الثاني فأجابه: يجوز ملء الصناديق من أموال الزناديق كي يتمتّع الحاكم السعيد ونعم الرأي السديد.اما الفقيه الثالث فأجاب: لا يجوز اخد أموال الناس بغير حق، وهو حرام شرعا في جميع الأحوال، وظلم وفساد بين الانام.وبعد ان سمع الحاكم الطاغية آراء رجال الدين الثلاثة، طلب من وزيره أن يكتب القرار التالي:
- أولا: تم تعيين الفقيه الأول قاضي القضاة، فهو منافق ويعلم بأنه منافق وهذا النوع لدينا مطلوب .
- ثانيا: تم تعيين الفقيه الثاني إماما للمسجد الكبير في العاصمة، فهو محتال ويعلم أنه محتال وهذا النوع لدينا مرغوب.
- ثالثا: تم منع الفقيه الثالث وسحب رخصة الإمامة منه وطرده من القصر حالا، لأنه صادق ويعلم أنه صادق وهذا النوع لدينا مكروه.
- رابعا: تم فرض ضرائب جديدة على الشعب وكل من يرفض أداء الضريبة يُزج به في السجن.
ثم سأل الحاكم الفاسد وزيره وأنت ما رأيك في أخد أموال الناس بالقوة؟ فأجابه الوزير بصوت ماكر: وهل يفتي طالب صغير مثلي أمام عالم كبير مثلكم يا سيدي؟!فضحك الحاكم الطاغية وقال: وانت يا عزيزي متملق دجّال وهذا النوع لدينا محبوب.
فامر الحاكم الفاسد بإعلان القرار الجديد للشعب بزيادة الضرائب، وامر ان تقام وليمة كبيرة في القصر على شرف الحاضرين احتفاءً بهذا القرار الجديد، فخسف الله بهم الأرض ومات كل من كان في القاعة.
أنظر أيضا: قصة مؤثرة عن سوء الظن والعبرة منها.
العبرة من قصة الحاكم الفاسد
العبرة من هذه القصة هي ان الحكام الفاسدين الطغاة الذي لا يخافون الله ينغمسون في الظلم ويقربون حولهم المتملقين والمنافقين ولا يترددون في اكل أموال الناس بالباطل، ومن أجل الترف والمجون، لكن عقوبتهم تكون أشد في الدنيا قبل الاخرة مع سوء الخاتمة والعياد بالله.
حكم الإسلام في أكل أموال الناس بالباطل
نهي الإسلام عن أكل أموال الناس بالباطل وبغير حق، قال الله تعالى في سورة النساء :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [ سورة النساء: 29]
وقال في سورة البقرة:
﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188].
والاستثناء في قوله إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ استثناء منقطع لأن التجارة ليست من جنس الأموال المأكولة بالباطل.
والمعنى: لا يحل لكم- أيها المؤمنون- أن تتصرفوا في أموالكم بالطرق المحرمة، لكن يباح لكم أن تتصرفوا فيها بالتجارة الناشئة عن تراض فيما بينكم لأنه لا يحل لمسلم أن يقتطع مال أخيه المسلم إلا عن طيب نفس منه.
والتجارة: اسم يقع على عقود المعاوضات التي يقصد بها طلب الربح، وخصت بالذكر من بين سائر أسباب الملك لكونها أغلب وقوعا ولأن أسباب الرزق أكثرها متعلق بها.
أخرج الأصبهاني عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا" .
وقد عدّ الله ما يُؤخذ من الغير على غير وجه التجارة، أو الصدقة، أو الإرث، أو العمل، أو النفقة؛ فهو في غير وجهه المشروع ويعدّ حراماً.
وهو محرّم سواء قام به بالأكل أو الشرب، أو اشترى به لباساً أو فرشاً، أو بنى فيه بيتاً، وقد قال الله عز وجل:
(إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ)
فالتاجر يشتري السلعة بسعر معيّن ويبيعها بأكثر من ذلك السعر، ولا يكون حراماً.
أنواع أكل أموال الناس بالباطل
- أكل مال اليتيم
- أكل أموال الضعفاء والمساكن
- الرشوة والابتزاز
- القمار والسرقة والربا
- شهادة الزور مقابل المال
- التحايل وخيانة الأمانة
- مَن أخذ أموالاً على سبيل الدَّيْن من غيره، ثمّ أنكر ما أخذه.
- مَن حلف يميناً كاذبةً على أموالٍ ليست ملكه.
- أخد أموال الناس بالغصب والقوة
عقوبة أكل أموال الناس بالباطل
أوجب الله -سبحانه وتعالى- النّار على كل من يأكل أموال النّاس بغير حق؛ ذلك لأنّه يُعدّ من الظلم العظيم، فقال الله -تعالى-:
(وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا)
وينبغي على من أكل أموال النّاس بغير حقٍّ؛ أن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً، ويُرجع المال إلى صاحبه إن تمكّن من ذلك، وإن كان ما أخذه قد تعرّض للتلف؛ فينبغي عليه أن يدفع قيمته لصاحبه، وإن لم يتوافر المالك الحقيقي لهذا المال يقوم بدفعه إلى ورثته، فإن تعذّر الدفع للورثة يقوم بالتبرع بالمال لجهةٍ من جهات الخير لتقوم بصرفه والتبرع به؛ مثل جهات البرّ التي تتكفّل بالإنفاق على الفقراء والمساكين.
دعاء طلب الرزق الحلال
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون.اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين.اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.اللهم امين يا رب العالمين