يعاني الكثير من الموظفين والعمال في هذا العصر من الاحتراق الوظيفي، والذي يسمى أيضا الإنهاك الوظيفي أو الاحتراق النفسي المهني.
وهو حالة من الإرهاق الجسدي والنفسي، والتي يشعر بها الشخص بعد التعرض لفترات طويلة من العمل المستمر والضغوط والإحباط والتوتر في العمل، حسب تعريف وزارة الصحة السعودية.
ويؤثر الاحتراق الوظيفي بشكل مباشر على سير الحياة الشخصية والعملية للموظف. كما تؤدي هذه الحالة لفقدان الحماس والدافعية نحو الوظيفة والنفور من العمل، وشعور الموظف الذي يعاني منها من الإحباط والتعب المستمر.
وإليك في هذا المقال أعراض الاحتراق الوظيفي، وشرح أهم مراحل الاحتراق الوظيفي، وكيفية التعامل مع مشكلة الاحتراق الوظيفي في العمل بالطريقة الصحية، وكيفية الوقاية منه من أجل ضمان سلامة صحتك النفسية.
أعراض الاحتراق الوظيفي
أعراض الاحتراق الوظيفي |
يشمل الاحتراق الوظيفي مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من الضغوط والتوتر المستمر في العمل، ومن بين أهم هذه الأعراض:
- 1- الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.
- 2- تقلب المزاج والانزعاج الزائد والعصبية.
- 3- صعوبة التركيز والانتباه.
- 4- الشعور بعدم الكفاءة وعدم القدرة على إنجاز المهام بالشكل المطلوب.
- 5- الشعور بالحزن واليأس وعدم الرضا عن الحياة العملية.
- 6- الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الصداع والأرق والأمراض الهضمية.
- 7- تغير الشهية الغذائية وفقدان الوزن أو الزيادة في الوزن.
- 8- الشعور بالعزلة وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين.
- 9- الإحساس بالإحباط والإحساس بالفشل.
- 10- النظرة المتشائمة نحو العمل والحياة
- 11- إرهاق نفسي وجسدي وذهني وعاطفي.
- 12- فقدان الحافز للعمل.
- 13- تراجع في النشاط والطاقة
- 14- تراجع في الإنتاجية بالعمل
- 15- تأثر العلاقات الشخصية بشكل سلبي
يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للتعامل مع مشكلة الاحتراق الوظيفي، مثل البحث عن الدعم النفسي، وتنظيم الوقت والعناية بالصحة الجسدية والعلاقات الاجتماعية، والعمل على تحسين نوعية الحياة العملية.
كيفية التعامل مع الاحتراق الوظيفي؟
كيفية التعامل مع مشكلة الاحتراق الوظيفي؟ |
يُعرف الاحتراق الوظيفي بأنه حالة من الإجهاد والإرهاق الشديدين يمكن أن يصيب الأفراد الذين يعانون من الضغط والتوتر المستمر في العمل، ويتسبب في تدهور الأداء الوظيفي والشعور بالإحباط والاكتئاب. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتعامل مع مشكلة الاحتراق الوظيفي:
- 1- البحث عن الدعم النفسي: يمكن الحصول على الدعم النفسي من أفراد الأسرة والأصدقاء، ولكن يمكن أيضًا البحث عن خدمات الدعم والإرشاد النفسي المهنية.
- 2- تنظيم الوقت: يمكن تخفيف الإجهاد والتوتر بتنظيم الوقت وتحديد أولويات العمل.
- 3- العناية بالصحة الجسدية: من المهم الاهتمام بالصحة الجسدية عن طريق ممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بالتغذية الصحية والنوم الكافي.
- 4- البحث عن طرق التخفيف من التوتر: يمكن استخدام تقنيات التأمل والتنفس العميق واليوجا للتخفيف من التوتر والاسترخاء.
- 5- تغيير العادات السلبية: يمكن العمل على تغيير العادات السلبية مثل التسرع في العمل أو العمل المفرط، والتركيز على الإيجابيات والأهداف الواقعية.
- 6- البحث عن الأنشطة التي تمنح السعادة: من المهم البحث عن الأنشطة التي تمنح السعادة والاسترخاء مثل الهوايات أو الرياضات التي تستمتع بها.
- 7- جرّب شيئًا يساعد على الاسترخاء. تعرّف على البرامج التي يمكن أن تساعد في التعامل مع التوتر مثل اليوغا أو التأمل أو التاي تشي.
يجب العلم بأن مشكلة الاحتراق الوظيفي ليست مشكلة شخصية فحسب، وإنما يمكن أن تنشأ بسبب بيئة العمل أيضًا. لذلك، يجب على الموظف الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي تحديد السبب بدقة أولا قبل محاولة علاج المشكلة.
حافظ على التفكير والإيجابي وانفتاح عقلك بينما تفكر في خيارات التعامل مع الاحتراق الوظيفي. حاول ألا تفسح المجال أمام إضعاف صحتك بسبب كثرة متطلبات الوظيفة أو عدم جدواها.
أسباب الاحتراق الوظيفي
أسباب الاحتراق الوظيفي |
توجد عدة أسباب وعوامل يمكن أن تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، وتشمل بعض هذه العوامل:
1- الضغوط في العمل: عندما يكون هناك الكثير من المهام والمسؤوليات التي يتوجب على الشخص إنجازها في وقت قصير، قد يشعر بالتوتر والإرهاق الشديد، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الاحتراق الوظيفي.
2- عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية: عندما يقضي الشخص الكثير من الوقت في العمل دون الحصول على الوقت الكافي للاسترخاء والاستجمام والقيام بالأنشطة الشخصية التي تحبها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاحتراق الوظيفي.
3- عدم الشعور بالتحدي: عندما يشعر الشخص بالملل وعدم الشعور بالتحدي في العمل، قد يؤدي ذلك إلى الاحتراق الوظيفي.
4- عدم الاعتراف بالإنجازات: عندما لا يتم اعتراف الشخص بالجهود التي يبذلها في العمل، قد يشعر بعدم الرضا والاحتراق الوظيفي.
5- عدم التوافق مع زملاء العمل: عندما يشعر الشخص بالتوتر والضغط النفسي بسبب علاقاته مع زملائه في العمل، قد يؤدي ذلك إلى الاحتراق الوظيفي.
6- عدم الاستقرار في العمل: عندما يتغير العمل بشكل متكرر، قد يشعر الشخص بعدم الاستقرار والتوتر النفسي، مما يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي.
وهناك أسباب أخرى تختلف من حالة الى أخرى ومنها:
- ضغوط المدير أو رب العمل
- الروتين والملل وانعدام التجديد
- اختلال التوازن بين العمل والحياة
- نقص التواصل الاجتماعي
- بذل الجهد المستمر
- بيئة العمل غير الصحية
- توقعات وظيفية غير واضحة
وقد تساهم العوامل التالية أيضا في تعرضك للإنهاك والاحتراق الوظيفي:
- تتعرض لضغط عمل شديد وتعمل لساعات طويلة
- تحاول جاهدًا تحقيق التوازن بين العمل والحياة
- تعمل في وظيفة خدمية، مثل الرعاية الصحية
- تشعر بضعف سيطرتك على العمل أو انعدامها
يجب على الأشخاص الذين يشعرون بوجود أي من هذه العوامل والأسباب أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لتجنب الوقوع في حالة الاحتراق الوظيفي.
مراحل الاحتراق الوظيفي
مراحل الاحتراق الوظيفي |
قبل الوصول الى حالة الاحتراق الوظيفي في العمل، تمر العمية من عدة مراحل تدريجية أولا، بحيث يجب الانتباه لها قبل تفاقم المشكلة. وتتمثل هذه المراحل في ما يلي:
1. الرضا الوظيفي
في البداية عندما يبدأ أي شخص العمل في وظيفة جديدة أو مشروع عمل جديد، يشعر برضا وظيفي كبير، كما يشعر بالحماس و بالالتزام نحو هذه الوظيفة، ويتحلى بالطاقة والإبداع.
في هذه المرحلة الأولى من مراحل الاحتراق الوظيفي يبدأ بالشعور بالتوتر من مهام الوظيفة. لذلك من المهم إيجاد وسائل للتعامل مع هذا التوتر للتغلب عليه والبقاء في مرحلة الرضا الوظيفي إلى الأبد.
أبرز علامات هذه المرحلة:
- الرضا الوظيفي
- الاستعداد لقبول المسؤوليات
- مستوى عال من الطاقة
- التفاؤل والحماس
- الالتزام نحو مهام الوظيفة
- الرغبة في إثبات الذات لأرباب العمل
- الإبداع المستمر
- الإنتاجية العالية
2- بداية الإجهاد والتوتر
تبدأ هذه المرحلة عندما ندرك بأن بعض الأيام أصعب من غيرها خلال العمل. ونلاحظ تراجعاً بالشعور بالتفاؤل، مع بدايات لظهور أعراض الإجهاد والتوتر الجسدية والنفسية والذهنية.
أبرز أعراض هذه المرحلة:
- ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب
- عدم القدرة على التركيز
- الشعور بالانزعاج بسهولة
- غياب الرضا الوظيفي
- عدم القدرة على النوم بسرعة وبسهولة
- العزلة الاجتماعية
- تدني الإنتاجية
- القلق والتوتر
- تجنب اتخاذ القرارات
- اختلاف الشهية للطعام
- الإرهاق
- النسيان
- الإهمال بالاحتياجات الشخصية
- الشد على الأسنان أثناء النوم
- الصداع المتكرر
3- اعراض المرحلة الثالثة
المرحلة الثالثة من مراحل الاحتراق الوظيفي هي الإجهاد الدائم. حيث تزداد مستويات الإجهاد والتوتر، ويتحول التحفيز نحو العمل إلى توتر دائم. وتزداد حدة الأعراض في هذه المرحلة بشكل ملحوظ وأهمها:
- التوقف عن ممارسة الهوايات
- عدم القدرة على إنجاز مهام العمل في الوقت المحدد
- تعب مستمر في فترة الصباح
- الارق والتعب الصباحي
- الاستمرار في تأجيل المهام في العمل وفي الحياة الشخصية
- التأخر باستمرار في الوصول إلى العمل
- الشعور المستمر بالاستياء
- الانعزال عن الأصدقاء والأقارب
- السلوك العنيف والعصبية
- سرعة الغضب
- الإرهاق المستمر
- التشاؤم والإحباط
- إنكار وجود أي مشاكل في البيت أو العمل
- الشعور بالتهديد والذعر
- الإقبال المتزايد على استهلاك المنبهات الغنية بالكافيين
4- اعراض المرحة الرابعة
هذه هي المرحلة الحرجة من الاحتراق الوظيفي حيث تصبح الأعراض حرجة، وهي المرحلة الأكثر شهرة بين جميع المراحل والتي يتحدث عنها الجميع. حيث يصبح الاستمرار بشكل طبيعي صعباً للغاية. ويصبح الحصول على المساعدة أمر حتمي وتشمل اعراض المرحة الرابعة:
- الرغبة بالهروب من الواقع المحيط
- الشعور بالفراغ الداخلي
- استحواذ المشاكل على التفكير
- النظرة المتشائمة نحو العمل والحياة.
- تزايد الأعراض الجسدية التي ذكرت سابقاً.
- انعدام الثقة بالنفس
- حدوث تغيرات سلوكية كبيرة
- حدوث الصداع المتكرر
- مشاكل مستمرة بالأمعاء والجهاز الهضمي
- ممارسة نشاطات انعزالية
- فقدان الدافعية للنهوض والذهاب للعمل
- الرغبة بالهروب من المجتمع
- الرغبة بالانتقال بعيداً عن العمل وعن الأصدقاء
5- أعراض المرحة الأخيرة
هذه المرحلة الأخيرة حيث تصبح الأعراض جزء طبيعي من حياة الشخص. مما يعني الشعور بالأعراض الجسدية والذهنية والعاطفية بشكل يومي دون توقف.
أخطر أعراض هذه المرحلة:
- الشعور بالحزن والتوتر المستمر
- الاكتئاب والتفكير في الانتحار
- متلازمة الاحتراق الوظيفي
- الإرهاق الذهني الدائم
- الإرهاق الجسدي الدائم
كيفية الوقاية من الاحتراق الوظيفي؟
- أخذ فترات راحة متكررة
- الترفيه عن النفس في أوقات الاستراحة
- القيام بنشاطات لتقليل الإجهاد والتوتر مثل ممارسة التأمل.
- ممارسة الرياضة ولو لنصف ساعة يومياً.
- اتباع نظام حياة صحي وتناول أطعمة صحية والحصول على قدر كافي من النوم.
- تجنب استهلاك المنبهات بكثرة والابتعاد عن التدخين.
- تنظيم الوقت وعدم إجهاد الأجندة بالتزامات لا يمكن الوفاء بها.
- قضاء وقت نوعي مع الأصدقاء والأهل بشكل يومي وأسبوعي.
- التحدث لرب العمل عن أي مسببات للضغط والإزعاج في العمل ومحاولة التوصل لحل لها.
- طلب المساعدة من مدرب حياة أو معالج نفسي إذا لزم الأمر.
عواقب ومضاعفات الاحتراق الوظيفي
قد يؤدي تجاهل الاحتراق الوظيفي أو عدم معالجته إلى عواقب وخيمة منها:
- فرط التوتر
- الإرهاق
- الأرق
- الحزن أو الغضب أو التهيُّج
- إدمان الكحول أو المواد المخدرة الأخرى
- مرض القلب
- ارتفاع ضغط الدم
- داء السكري من النوع الثاني
- سهولة الإصابة بالأمراض
استبيان عن الاحتراق الوظيفي
من خلال هذا الاستبيان ستعرف هل تعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا؟ فإذا كنت تشعر بأنك ليست على عادتك أو لست على ما يرام مؤخرًا، وتريد أن تعرف عما إذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا، فإليك استبيان وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تساعدك على معرفة الإجابة:
- هل فقدت الدافع للذهاب الى العمل؟
- هل تدفع نفسك بصعوبة للقيام بالعمل وبالكاد تتمكن من إنجاز عمل؟
- هل تجد صعوبة في التركيز؟
- هل تشعر بالإرهاف والتعب والتوتر خلال العمل؟
- هل تشعر بعدم الرضا عن إنجازاتك؟
- هل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل بشأن وظيفتك؟
- هل أصبحت سريع الانفعال ونافد الصبر مع زملاء العمل والعملاء؟
- هل تغيرت عادات نومك؟
- هل تعاني باستمرار من الصداع بلا سبب أو غير ذلك من الأعراض الجسدية؟
- هل تشعر بالنعاس دائمًا وبعدم وجود طاقة لفعل أي شيء؟
إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة جميعا أو على جلها، فقد تكون في أحد المراحل الأولى من الإرهاق الوظيفي، أو أنك تعاني منه بالفعل.
وفي كلا الحالتين، ضع في اعتبارك التحدث إلى طبيب مختص لأن هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة أيضًا بحالات صحية أخرى مثل الاكتئاب وليس بظروف العمل.
الاحتراق الوظيفي بالانجليزي
يسمى الاحتراق الوظيفي باللغة الإنجليزية Occupational burnout ، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن الإرهاق المهني هو متلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن المرتبط بالعمل، مع أعراض تتميز بـ "الشعور باستنفاد الطاقة أو الإرهاق؛ زيادة المسافة الذهنية عن عمل الفرد، أو الشعور بالسلبية أو السخرية المتعلقة وظيفة المرء؛ وانخفاض الكفاءة المهنية ".
الاحتراق الوظيفي ويكيبيديا
تعرّف موسوعة ويكيبيديا الحرة مفهوم الاحتراق الوظيفي باسم الاحتراق النفسي المهني وتشرحه بأنه " مرض يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات في السلوكيات المهنية، وفي بعض الحالات، يتم رصد متغيرات في التكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية الجسمانية لدى بعض المصابين بهذا المرض".
الاحتراق الوظيفي PDF
هناك أبحاث وكتب كثيرة في صيغة PDF تتناول مشكلة الاحتراق الوظيفي، يمكنك تحميل هذا المقال عن الاحتراق الوظيفي، في ملف PDF، على هاتفك الذكي أو على حاسوبك الشخصي، لمراجعته وقتما تشاء دون الاتصال بالأنترنت (الاحتراق الوظيفي PDF).
مقياس ماسلاك للاحتراق النفسي
يستخدم اليوم مقياس ماسلاك Maslach Burnout Inventory الذي يتكون من ثلاثة أفرع، على نطاق واسع، لقياس مستوى الاحتراق الوظيفي، ويعرف (اختصارا ب"MBI").
وقد تم نشر البحوث الأولية حول هذا المقياس، في عام 1995، من قبل سوزان جاكسون وكريستينا ماسلاك ومايكل ليتر.
وأتاح مقياس ماسلاك سهولة قياس أعراض متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي لدى مجموعات كبيرة من الموظفين، ودراسة أسبابه بشكل منهجي.
ولأن هذا المقياس مترجم لعدة لغات، فقد أصبح، إلى حد كبير، أكثر المقاييس استخداما في قياس متلازمة الاحتراق النفسي الوظيفي.
وفي هذا الفيديو يشرح استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد عمارة يتناول فيه ما هو الاحتراق الوظيفي؟ وكيف يصل الإنسان الى مرحلة الاحتراق الوظيفي؟ وكيفية التعامل معه؟.