قصة السجين والحصان الطائر .. قصة قصيرة عن الأمل والعبرة منها |
قصة الحصان الطائر
في قديم الزمان حكم أحد الملوك على شخصين ظلما بالإعدام لجناية ظن أنهما من ارتكباها، وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره، وقد كان أحدهما مستسلما خانعا يائسا فاقدا الأمل وقد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام.أما الآخر فكان ذكيا ومتشبثا بالأمل وظل يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه من الإعدام، أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول، وجلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان، وعن مزاجه وماذا يحب وماذا يكره، فتذكر مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان.فخطرت له فكرة ذكية، وصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير، وافق الملك على مقابلته، وسأله عن هذا الأمر الخطير، فقال له السجين: إنني باستطاعتي أن أعلم حصانك الطيران في خلال السنة بشرط تأجيل إعدامي لمدة سنة.وافق الملك على ذلك، حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم، سمع السجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدهشة قائلا له: أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!قال له السجين الذكي: أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرية:
- أولها ربما يموت الملك خلال هذه السنة ويُعفى علي
- والثانية ربما يموت الحصان وابحث عن حيلة أخرى
- والثالثة ربما اجد فرصة للهروب والنجاة من الإعدام!
- والرابعة ربما أموت أنا وتبقى موت الفراش أعز من الإعدام.
وتقول القصة أن السجين في الأخير وجد فرصة للهروب على ظهر نفس الحصان الى بلاد بعيدة وبذلك نجى من الإعدام.
العبرة من القصة
لا تفقد الأمل فالحصان قد يطير !!ـ |
وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ - (آل عمران/ 139-140)
يحدّثنا ربّنا هنا: أنّ ضعفنا وقوة الآخرين ليسا أمراً ثابتاً، فهناك دائماً فرصةٌ لنقوى ويضعف الآخرون؛ لأنّ لله سُنناً في هذا الكون، لم يجعل هناك ضعفاً خالداً ولا قوّةً خالدةً، فالضعيف اليومَ قد يكون قوّياً غداً، والقويُّ اليومَ قد يصبح ضعيفاً غداً.
ٍومن هنا: فإنّ الآية في الوقت الذي تعطيك إحساساً بالامتداد وبالخروج من الدائرة الضيّقة التي تعيشها، تمنحك إحساساً بعدم الاستسلام للواقع المنفتح الذي تعيشه، وإن كان الله سبحانه وتعالى يحثّنا أن نعيش على أمل أن ننتظر الخير، وإن كان يبتلينا ونحن في طريق الوصول إلى الخير (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق/ 7).
وقد أكّد الله لنا ذلك بقوله عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق/ 2-3).