قصة المرأة الغاضبة من زوجها هي قصة قصيرة مؤثرة ومعبرة عن القناعة، وتعلمنا هذه القصة درسا من دروس الحياة، وتؤكد لنا أن القناعة كنز لا يفنى، وأن حياة الناس لا تخلوا من بعض المشاكل والهموم وأن هذه سنة الله في خلقه.
واليك في ما يلي قصة المرأة الغاضبة من زوجها والحكمة منها، قراءة ممتعة:
قصة المرأة الغاضبة من زوجها
ذات يوم تشاجرت امرأة مع زوجها وغضب منه وتخاصما بسبب ظروف المعيشة الصعبة، وعدم تلبية جميع طلباتها من طرف زوجها الذي كان يعمل مقابل أجر متواضع يكفيهم لقوت يومهم فقط، فقررت ترك البيت والهروب منه ليلا، وفعلا انتظرت أولادها و زوجها حتى ناموا وتسللت خارج البيت غاضبة.وعندما خرجت من البيت ليلا كانت تمشي ببطء وتتخفى بجانب الجدران وتمرّ ببطء بجانب شبابيك بيوت الحي من أجل أن لا يراها أحد.فسمعت من أحد الشبابيك أمّا تدعوا الله وتسأله أن يشفي ابنها المشلول، حتى يلعب ويعيش مثل بقية الأطفال.وسمعت في بيت آخر امرأة تدعو الله أن يرزقها بطفل يدخل البهجة والفرح الى حياتها، وحتى لا يطلقها زوجها.و سمعت زوجة تدعو الله أن يساعد زوجها في إيجاد عمل يقتاتون منه وأن يرزقهم من فضله.و سمعت بنت تبكي وتشكي الى الله ظلم زوجة أبيها، وتقول: يا رب لقد اشتقت لأمّي ولكنني أعلم أنّها عندك في الجنة.وسمعت زوجة أخرى تدعو الله أن يهدي زوجها العنيف الذي يغضب ويعنفها لأتفه الأسباب.و سمعت امرأة أخرى تقول لزوجها أخشى أن يطرنا صاحب البيت، قل له يعطينا مهلة إضافية حتى يرزقك الله وتسدّد له الايجار الشهري.سمعت المرأة الشاردة هموم الناس ومشاكلهم وأيقنت أنّ الناس الذين يتظاهرون بالسعادة ويبتسمون في وجوه بعضهم البعض في العلن هم في الأغلب يخفون بداخلهم ألما وهمّا ووجعا لا يعلم به أحد إلا الله .عادت المرأة مسرعة إلى بيتها وشكرت الله على نعمة البيت والأولاد والزوج الصالح والرزق الكافي، واحتضنت أبنائها وأيقنت أن القناعة كنز لا يفنى.
الحكمة والعبرة من القصة
الحكمة والعبرة من القصة أنّ القناعة كنز لا يفنى وأن كل البيوت فيها ما فيها من المشاكل والنقص والهموم، فلا تظنّ أنّ كلّ من يبدو أمامك مسرورا أنّه يعيش حياة مثالية، فخلف هذا الوجه البشوش آهات ومنغصات وهموم لا تعلم بها أنت ولا غيرك ولا يعلم بها إلا الله.
فلا تقارن حياتك بمظاهر حياة الآخرين، فالحياة لا تصفو لأحد في باطنها، ولا يخلو بيت من بعض المشاكل والهموم، لأن هذه طبيعة الحياة، مصداقا لقول الله عز وجل في سورة البلد:
(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
والكبد هو المشقة والشدة والعناء (1). قال سعيد بن جبير : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) في شدة وطلب معيشة . وقال عكرمة : في شدة وطول. وقال قتادة : في مشقة .(2)
وروى من طريق أبي مودود : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : يكابد أمرا من أمر الدنيا ، وأمرا من أمر الآخرة - وفي رواية : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بعظمته وعصمته يدعو الله عز وجل قائلا : "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال". وهذا الحديث من الاحاديث الصحيحة و أخرجه البخاري في "صحيحه". (3)
وفي حديث اخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح وأمسى آمنًا في سِرْبه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه؛ كان كمن حِيزت له الدنيا بحذافيرها".