أسباب الغضب وأضراره ولماذا نرفع أصواتنا عند الغضب |
الغضب هو عاطفة شديدة يشعر بها الإنسان في مواقف مختلفة ولأسباب متعددة، ويتميز الغضب بشعور الشخص بالانفعال والاستياء والتوتر والقلق والصراخ، وغالباً ما يترافق مع زيادة في معدل ضربات القلب والتنفس وزيادة في تدفق الدم في العضلات.
ينشأ الغضب Anger عادة نتيجة لمواقف محددة تثير الاستياء أو الضغط على الشخص، وقد ينبعث الغضب من الشعور بالظلم أو الإحباط أو الاستفزاز أو الخوف.
وتختلف شدة الغضب من شخص لآخر ومن موقف لآخر، ويمكن أن يتراوح من الغضب الخفيف الذي يمكن التعامل معه بسهولة إلى الغضب الشديد الذي يمكن أن يؤدي إلى رفع الصوت والصراخ و تصرفات عدوانية وخطيرة وتكون له أضرار جسيمة.
ويمكن أن يكون الغضب شعوراً طبيعياً وضرورياً في بعض الحالات، فقد يساعد الغضب على تحفيز الشخص لاتخاذ إجراءات لحماية نفسه أو حقوقه، ولكن إذا لم يتم التعامل مع الغضب بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية ومشاكل في العلاقات الشخصية والعملية. لذلك، يجب تحليل السبب والتعامل مع الغضب بشكل مناسب لتجنب تداعياته السلبية.
لكن لماذا يصرخ الناس عندما يغضبون؟ ولماذا يرفعون أصواتهم عند الغضب؟ وما هي أسباب الغضب؟ وما هي أضراره؟ وكيفية علاجه؟ إليك في هذا المقال الجواب على هذا الأسئلة، قراءة ممتعة.
أسباب الغضب
يغضب الناس لأسباب عدة، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر ومن موقف لآخر. ومن أهم أسباب الغضب عند الناس:
- الإحباط: يمكن أن يشعر الناس بالإحباط إذا لم يتم تحقيق ما يريدون أو إذا واجهوا عراقيل وصعوبات في الوصول إلى أهدافهم، وقد يتحول هذا الإحباط إلى غضب إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
- الظلم: يمكن أن يشعر الناس بالغضب إذا شعروا بأنهم تعرضوا للظلم أو الظلم الواضح، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو السياسي.
- الخيبة: يمكن أن يشعر الناس بالغضب إذا خابت آمالهم في شخص ما أو في موقف معين، وقد يصعب التعامل مع هذا النوع من الغضب لأنه ينبعث من الخيبة العاطفية.
- الخوف: يمكن أن يشعر الناس بالغضب إذا شعروا بالخوف أو بالتهديد، وهذا يحدث عادة عندما يشعرون بأن حقوقهم أو مصالحهم في خطر.
- الاستفزاز: يمكن أن يشعر الناس بالغضب إذا تعرضوا للاستفزاز من شخص ما، وقد يكون ذلك بسبب اختلاف الرأي أو الثقافة أو الديانة.
عموما يمكن لأشياء كثيرة أن تثير الغضب، بما في ذلك التوتر والمشاكل العائلية والقضايا المالية . بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون الغضب ناتجًا عن اضطراب كامن، مثل إدمان الكحول أو الاكتئاب. (1)
ولا يعتبر الغضب بحد ذاته اضطرابًا، ولكن الغضب هو عرض معروف للعديد من حالات الصحة العقلية.
ومن المهم أن يتم التعامل مع الغضب بشكل صحيح، حيث يجب تحليل السبب والتعامل معه بشكل مناسب، ويفضل التعبير عن الغضب بشكل هادئ ومنطقي وعدم الانفعال أو الاستعجال في اتخاذ القرارات.
لماذا نرفع أصواتنا عند الغضب
عندما يشعر الإنسان بالغضب، تتغير حالته النفسية والجسدية. يزداد معدل ضربات قلبه وتصبح التنفسية أسرع، كما يتغير نمط الكلام ويصبح أكثر عدوانية وحدة.
ومن الممكن أن يرتفع صوت الشخص عند الغضب ويبدأ في الصراخ، ويعتقد الخبراء أن هذا الأمر يحدث لأسباب عدة، بما في ذلك:
1. رد فعل طبيعي:
لأنه حتى الحيوانات ترفع أصواتها عن الغضب، وقد يكون رفع الصوت عند الانسان في حالة الغضب رد فعل طبيعي للجسم، حيث يريد الشخص التعبير عن مشاعره بشكل أكثر حدة ووضوح ولتحذير الاخر مما يثير غضبه في نفس الوقت.
2. الرغبة في لفت الانتباه:
يمكن أن يرتفع صوت الشخص عند الغضب لأنه يريد أن يجذب انتباه الآخرين ويشعر بالأهمية، وقد يعتقد أن الصراخ أو الرفع من صوته سيساعد في ذلك.
3. التأثير الاجتماعي:
قد يكون لبيئة الشخص وتعلمه الاجتماعي دور في هذا الأمر، حيث يعتبر بعض الناس أن الصوت العالي يعبر عن القوة والثبات.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن رفع الصوت عند الغضب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتفاقم الغضب لدى الطرف الآخر. لذلك، ينبغي على الشخص السيطرة على مشاعره والتعبير عنها بشكل هادئ ومنطقي. (2)
أنظر أيضا: كيف تجعل أي إنسان غاضب يهدأ بسرعة
لماذا يصرخ الناس عند الغضب .. قصة جميلة
كان أحد الحكماء في زيارة لنهر للاستحمام، عندما رأى على ضفتيه مجموعة أفراد يتصارخون في غضب. التفت مبتسماً لتلامذته وتساءل " لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب .."فكر تلامذته لبرهة، ثم أجابه أحدهم " لأننا عندما نفقد هدوءنا، تعلو أصواتنا".رد عليه الحكيم متسائلا "ولكن لما عليك أن تصرخ في حين أن الشخص الآخر بجانبك تماماً ؟ يمكنك أن تخبره ما تريد بطريقة أفضل".أعطى بعض تلامذته إجابات أخرى، لكن أحداً منها لم يقنع أياً من الباقيين.وأخيرا وضح الحكيم "عندما يغضب شخصان من بعضهما البعض، يتباعد قلبيهما كثيراً، وحتى يستطيعان تغطية كل تلك المسافة ليسمع كل منهما الآخر، عليهما أن يرفعا من صوتيهما.وكلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر، كلما احتاجا إلى أن يرفعا صوتيهما أعلى فأعلى، ليغطيا تلك المسافة العظيمة.وأضاف الحكيم قائلا: ما الذي يحدث عندما يقع شخصان في الحب؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما البعض، بل يتحدثان في رقة، ذلك لأن قلبيهما قريبان جدا من بعضهما، تلك المسافة بينهما صغيرة جداً أو حتى غير موجودة." ثم تابع " عندما يحبان بعضهما البعض أكثر، ما الذي يحدث؟ هم يتهامسان حينها، فلقد اقتربا أكثر وأكثر.في النهاية، لن يكون هناك حاجه للحديث بينهما، فقط ينظران لبعضهما البعض، هذا كل شيء. هذا هو مقدار القرب الذي قد يصل اليه شخصان يحبان بعضهما البعض."نظر الحكيم إلى تلامذته وقال "لذا عندما تختلفون على أمر ما، عندما تتناقشون أو تتجادلون، لا تدعوا لقلوبكم أن تتباعد، لا تتفوهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر، وإلا فإنه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم إلى الدرجة التي لن تستطيعوا بعدها أن تجدوا طريقاً للعودة...تلك هي العبرة لا تجعل غضبك يسيطر عليك إنما عامل الناس بالتسامح ووكن حليما تعيش سعيدا.
أنظر أيضا: كيف تتخلص من العصبية الزائدة وسرعة الغضب.
علاج الغضب
يمكن للأفراد التحكم في الغضب والتعامل معه بشكل صحيح عن طريق اتباع بعض الإجراءات العلاجية، ومن هذه الإجراءات:
1- تحديد سبب الغضب:
يجب على الشخص تحديد سبب الغضب وتحليله بشكل جيد، وذلك من خلال الاستماع للآخرين ومعرفة وجهات نظرهم والاحتكام للعقل والمنطق عند الخلاف وليس العاطفة.
2- التدرب على تقنيات التنفس العميق:
يمكن لتقنيات التنفس العميق أن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وخفض مستوى التوتر. أنظر أيضا: طريقة التنفس الصحيحة.
3- الحفاظ على الرياضة اليومية:
يمكن لممارسة الرياضة اليومية أن تساعد في تحسين المزاج وتخفيف التوتر. أنظر أيضا: فوائد الرياضة للصحة النفسية.
4- تعلم التفكير الإيجابي:
يمكن لتعلم التفكير الإيجابي أن يساعد في التخلص من الأفكار السلبية والتفكير بشكل أكثر إيجابية وبناء.
5- الحصول على الدعم النفسي:
يمكن للدعم النفسي والعلاج النفسي أن يساعد في التعامل مع الغضب بشكل صحيح والتعرف على العوامل الدافعة له.
6- الاسترخاء والتأمل:
يمكن للأنشطة المرتبطة بالاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل أن تساعد في تحسين الصحة النفسية والتعامل مع الغضب. أنظر أيضا: ما هو التأمل الروحي وكيفية القيام به.
7- تجنب العلاقات السامة:
يجب على الشخص تحديد العلاقات السامة وتجنبها، والبحث عن العلاقات الإيجابية التي تساعد في تحسين الحالة النفسية.
يجب على الأفراد تجنب تصرفات الغضب العدوانية والخطيرة وتعلم كيفية التعامل مع الغضب بشكل صحيح، وإذا استمر الغضب وتحول إلى شعور دائم، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب. أنظر أيضا: العلاج النبوي للغضب.
أضرار الغضب
غالبًا ما يعاني الشخص الذي يعاني من الغضب من آثار جسدية، مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الأدرينالين والنورادرينالين. (3)
يرى البعض الغضب على أنه عاطفة تؤدي إلى جزء من القتال أو الهروب . يصبح الغضب هو الشعور السائد من الناحية السلوكية والمعرفية والفسيولوجية عندما يتخذ الشخص قرارًا واعيًا لاتخاذ إجراء لوقف السلوك المهدد لقوة خارجية أخرى على الفور . تأتي الكلمة الإنجليزية في الأصل من مصطلح الغضب من اللغة الإسكندنافية القديمة .
يمكن أن يكون للغضب العديد من العواقب الجسدية والعقلية. يمكن العثور على التعبير الخارجي عن الغضب في تعابير الوجه ولغة الجسد والاستجابات الفسيولوجية وفي بعض الأحيان في التصرفات العدوانية العامة .
يمكن أن تتراوح تعابير الوجه من الزاوية الداخلية للحاجبين إلى التجهم الكامل. في حين أن معظم الذين يعانون من الغضب يفسرون استفزازه كنتيجة لـ "ما حدث لهم"، يشير علماء النفس إلى أن الشخص الغاضب يمكن أن يكون مخطئًا لأن الغضب يتسبب في فقدان القدرة على المراقبة الذاتية والقدرة على الملاحظة الموضوعية .
ينظر علماء النفس الحديثون إلى الغضب على أنه عاطفة طبيعية وغريزية وناضجة يختبرها جميع البشر تقريبًا في بعض الأحيان، وكشيء له قيمة وظيفية للبقاء على قيد الحياة. يمكن أن يؤثر الغضب غير المتحكم فيه سلبًا على الرفاهية الشخصية أو الاجتماعية ويؤثر سلبًا على من حولهم.
بينما حذر العديد من الفلاسفة والكتاب من نوبات الغضب العفوية وغير المنضبطة، كان هناك خلاف حول القيمة الجوهرية للغضب. تمت كتابة موضوع التعامل مع الغضب منذ أيام الفلاسفة الأوائل، لكن علماء النفس الحديثين، على عكس الكتاب السابقين، أشاروا أيضًا إلى الآثار الضارة المحتملة لكبت الغضب.