قصة جحا والبقرة هي قصة قصيرة مضحكة، ومن القصص التراثية الهادفة التي تتضمن حكمة بليغة وعبرة جميلة، وتعتبر من حكايات جحا الطريفة التي يحبها الأطفال والكبار معا لما تحمله من فائدة ورمزية عن حياة الناس.
وإليك الأن في ما يلي قصة جحا والبقرة كاملة والعبرة منها، ونرجو أن تنال اعجابك وتستفيد من الحكمة والعبرة التي تحملها هذه القصة القصيرة المعبرة، قراءة ممتعة:
قصة جحا والبقرة كاملة
كان في يوم من الأيام في قديم الزمان، رجل غريب الاطوار يسمى جحا، وكان رجلا فقيرا ولا يملك سوى بقرة وحيدة، وفي يوم من الأيام احتاج جحا المال فأراد بيعها، فذهب بها جحا إلى السوق، وراح ينادي عليها: بقرة للبيع بثمن مناسب، بقرة للبيع بثمن مناسب.لكنه للأسف لم يوفق في بيع البقرة، وقرّر جحا العودة بها إلى البيت، فاقترب منه دلاّل السوق وقال له: اتركها يا جحا أبيعها أنا لك، فوافق جحا على ذلك، ولمّا ترك جحا البقرة راح الدّلال ينادي عليها قائلاً: من يشتري بقرة جميلة حلوباً بكراً وحاملاً منذ ستّة أشهر؟فاجتمع النّاس حول البقرة حين سمعوا هذه المزايا، وراحوا يزيدون عليها استمرّت المزايدة على البقرة، وجحا يراقب ذلك، والدّلاّل يطالب الحاضرين بزيادة الثّمن حتّى يبيعها، وفي الأخير باع الدّلاّل البقرة بثمن كبير، فأخذ جحا الثّمن في سرور ودهشة وقد حفظ ما قاله الدّلاّل.فلمّا عاد جحا إلى البيت وجد بعض الخاطبات في بيته حضرن يخطبن ابنته لتصبح عروساً، وكانت زوجة جحا تتناقش معهنّ حول محاسنها، فدخل جحا إليهنّ، فقالت النساء: اخرج يا جحا من بيننا، ودعنا نتناقش في أمر ابنتك ومهرها، فقال لهن جحا: إنّ أمّها لا تعرف شيئاً عن كمال وحسن ابنتهما، سوى أن تقوم على خدمتها، فدعوني أصف لكن محاسنها، وأفدكنّ كثيرا، فقالت النسوة: تحدّت يا جحا وقل ما عندك.فقال جحا: وحيث إنّي من أهل التجربة وعالم ببواطن الأمور، وأعرف محاسن ابنتي دعوني أشرح لكنّ ذلك في كلمتين.فقات النساء: صف يا جحا محاسن ابنتك.قال جحا: إنّ ابنتي كاملة العقل، وهي حلوب بكر حامل منذ ستّة شهور، وتستحق مهرا كثيرا، هيّا من يزيد منكنّ؟
دهشت النساء ممّا قاله جحا، وأسرعن بالخروج من البيت، وانصرفن عن الخطبة، فثارت عليه زوجته وقالت: وحيك يا جحا كيف تقول عن ابنتك هذا الكلام الذي لا يليق بها؟ هل جننت؟قال جحا: اسكتي يا جاهلة، لقد قال الدّلاّل نفس الكلام، فبعت البقرة بثمن كبير ما كنت أحلم به، ولولا ما قاله الدّلاّل ما بعت البقرة أبداً.قالت الزّوجة: لقد هربت الخاطبات أيها المجنون ولن يعدن أبداً، لأنّك جعلت من ابنتك بقرة.قال جحا: يا جاهلة سيعدن مرّة أخرى.قالت زوجته: وكيف ذلك؟قال جحا: سيبحثن عن بنت بهذه الصّفات في كل البلاد فلن يجدنها، وبذلك سيرجعن إلينا مرغمات، فنشترط عليهنّ مهراً كبيراً كما فعلت في بيع البقرة!
العبرة من القصة
العبرة من قصة جحا والبقرة هي أن ما ينجح في أمر ما قد لا ينجح في أمر أخر مختلف عنه، بل وقد يأتي بنتائج عكسية ومدمرة تماما.
فلا يمكن تطبيق نفس الحل لحل جميع المشاكل في الحياة، فلكل مشكلة حلها الخاص، ولكل قضية أمرها الخاص، ولكل طبخة مقاديرها الخاصة، ولكل مرض دواؤه الخاص، ولكل باب مفتاحه الخاص، ولكل مقام مقال...الخ كما تعلمنا بقرة جحا كل ذلك.
أنظر أيضا: قصة جحا والقنفذ والعبرة منها.