قصة القلادة (La Parure) حكاية قصيرة من الادب الفرنسي والعبرة منها |
هذه قصة قصيرة من الأدب الفرنسي كتبها الكاتب الفرنسي غي دو موباسان عام 1884. وهي قصة مشهورة في الأدب الفرنسي اعتمدت على واقعة حقيقية حدثت في باريس قبل فترة طويلة.
وتسمى قصة القلادة (La Parure)، وهي قصة معبرة ومؤثرة وفيها عبرة فعلا بأن عدم مواجهتنا للحقيقة تكون الخسارة أكبر. وإليك في ما يلي تلخيص قصة القلادة La Parure بالعربية وشرح العبرة منها قراءة ممتعة:
ملخص قصة القلادة La Parure
كانت هناك شابة جميلة تدعى (ماتيلد لويسيل) وشاب يدعى ( مونسيور لويسيل) نشآ في احدى البلدات الصغيرة.وبعد قصة حب جميلة تزوجت ماتيلد الشاب مونسيور وكان يعمل موظف (كاتب حكومي) يتقاضى أجراً ضعيفاً.وكانت السيدة ماتيلد لويسيل دائما تتخيل نفسها دوماً بأنها أرستقراطية، على الرغم من أنها وُلدت في عائلة من الطبقة المتوسطة وتزوجت رجلا من نفس الطبقة.وكان زوجها يحاول دوماً بذل قصارى جهده ليجعلها سعيدة.وذات يوم يستطيع زوجها الحصول على دعوة لكل منهما من شخصية مهمة من وزارة التعليم. ترفض ماتيلد الذهاب للحفلة لأنه ليس لديها ملابس جميلة لارتدائها، ولا تريد أن تشعر بالحرج أمام الطبقة العليا.يستاء السيد لويسيل لرؤية زوجته مستاءة؛ فهو يحبها كثيراً ويريد أن يراها سعيدة. باستخدام كل المال الذي كان يدّخره، يعطي ماتيلد 400 فرنك لزوجته لشراء ملابس فاخرة.تشتري ماتيلد ثوباً جميلا ولكنها لا تزال غير سعيدة لأنها تفتقر إلى المجوهرات. لم يكن لدى الزوجين الكثير من المال، لذا يقترح زوجها أن تشتري الزهور لترتديها معه، لكن لا تتفق ماتيلد معه فيقترح عليها استعارة قلادة من جارتها الغنية السيدة جان فوريستر، وهي صديقتها.تستعير ماتيلد أحسن قلادة من السيدة فوريستر ؛ وهي قلادة ماسية جميلة، وتوصيها بالمحافظة عليها.تذهب ماتيلد إلى الحفلة وتثير إعجاب الجميع، حتى صاحب الحفلة يرقص معها، وبعد ليلة سعيدة، تغمر نفسها في حياة الفرح التي تعتقد أنها تستحقها.وعندما إنتهت الحفلة، تكتشف السيدة ماتيلد أنها فقدت القلادة. فأخذت تجهش بالبكاء فيما انهار زوجها من اثر الصدمة.وفي محاول إيجاد طريقة سريعة لحل المشكلة وبعد مراجعة كافة الخيارات قرر الزوجين شراء قلادة جديدة للسيدة الثرية تملك نفس الشكل والمواصفات.ولتحقيق هذا الهدف باعا كل ما يملكان واستدانا مبلغا كبيرا بفوائد كبيرة، وذهبا إلى متجر مجوهرات فوجدا قلادة مماثلة سعرها 40 ألف فرنك، لكن بعد جدال طويل يستطيعان شرائها بمبلغ 36 ألف فرنك.وبسرعة اشتريا القلادة المطابقة وأعاداها للسيدة التي لم تشك مطلقا في انها قلادة جديدة. وبذلك قاما بحل مشكلة القلادة.غير ان القرض كان كبيرا والفوائد تتضاعف باستمرار فتركا شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة صغيرة في حي فقير.وعلى مدى السنوات العشر القادمة، تصبح ماتيلد كبيرة في السن، وتبيع كل ملابسها الجميلة، ويبيع الزوجان كل ما يملكانه، من اجل تسديد القرض بأسعار فائدة عالية لدفع ثمن العقد.بعد سنوات، وبعد أن دفعت الدين بأكمله، كانت ماتيلد تسير في أحد الشوارع بملابس رخيصة، فجأة تلتقي مع صديقتها القديمة فورستير، التي أعارتها القلادة.وبينما تتحدثان مع بعضهما البعض، سألتها السيدة فورستير: يا إلهي تبدين في حالة مزرية، ماذا حدث لك ؟فاعترفت لها السيدة ماتيلد أخيرا بقول الحقيقة: لقد أضعت القلادة التي استعارتها منك سيدتي واستبدلتها من خلال شراء واحد جديد مقابل 40 ألف فرنك، فبعنا كل ما نملك وانا وزوجي وأخدنا قرضا لتسديد ثمن القلادة، فعشنا حياتنا بشكل مروع وممل على مدى السنوات العشر الماضية.فشعرت السيدة فورستيير بالصدمة و الذهول. فأخدت بيد ماتيلدي وهي توبخها: يا إلهي لماذا لم تخبريني بعد ضياع القلادة لقد كانت قلادة مقلدة لا تساوي سوى خمسه فرنكات ولا تستحق أبدا كل هذا العناء والشقاء!
العبرة من القصة:
العبرة من القصة هي تعيش حياتك وتتقبلها كما هي بعيدا عن المظاهر الزائفة وأَن تبقى على حَقيقتكَ دون خِداع للآخرين، وهناك مثل يقول: ( إِنَ معاطف الآخرين لا تُدَفء وإِن دفأت لا تَدوم ). أحيانا نخشى مواجهة الحقيقة لكن الخسارة تكون اكبر عند عدم مواجهتها في حينها.