قصة الملك والوزراء الثلاثة العبرة منها |
قصة الملك والوزراء الثلاثة هي قصة قصيرة معبرة جدا، حيث تتضمن درسا وحكمة عظيمة من حكم الحياة، والأن إليك نص القصة والعبرة منها ونأمل أن تنال إعجابك وتستفيد منها، قراءة ممتعة:
قصة الملك والوزراء الثلاثة
كان أحد الملوك يثق في وزرائه الثلاثة ثقة كبيرة، الى ان بلغه ان البعض من وزرائه يتهاونون في عملهم ولا ينفذون أوامره بجدية وحرفية لعلمهم ان الملك لا يراقب عملهم، فأراد الملك أن يلقنهم درسا.وفي أحد الأيام، دعا الملك الزوراء الثلاثة وأعطى كل واحد منهم كيس فارغ. ثم طلب منهم أن يتجولوا في البستان المجاور للقصر ويملأوا الأكياس بالفواكه ليتصدق بها لبعض المساكين. وهذا من شأنه أن يختبر صدق وزرائه.ولعلمهم ان الملك لن يراقب عملهم كالعادة، استخف الوزير الأول بأمر الملك وملأ حقيبته بخليط من الفاكهة الجيدة والفاسدة.أما الوزير الثاني فقد فعل عكس ما فعله الوزير الأول تماماً. لقد ملأ الكيس بالأوراق الجافة والأعشاب فقط. كان نيته خداع الملك بمجرد إعطاء انطباع بأنه قام بواجبه في ملء الكيس. ولم يكن لديه ثمرة واحدة في كيسه.في حين أخذ الوزير الأول أمر الملك على محمل الجد واجتهد في تسلق الأشجار و جمع أفضل الثمار التي يمكن أن يجدها وملأ بها كيسه.عاد الوزراء الثلاثة إلى بلاط الملك بأكياسهم ووضعوها في ساحة القصر لعلمهم ان الملك لن يطلع عليها كالعادة. خرج الملك ومن ودون أن يستفسر كالعادة عما جمعوه، أمر الملك حراسه بإرسال كل وزير إلى سجن منفصل لمدة سبعة أيام. والطعام الذي سيأكلونه هو ما جمعوه في أكياسهم فقط مع الماء.كان الوزير الأول مرعوباً جدا لأنه لم يكن لديه طعام على الإطلاق. وذلك لأنه ملأ كيسه بالأوراق الجافة والأعشاب فقط، بسبب أنه كان مهملاً ومتكاسلاً في تنفيذ أمر الملك بجدية.بينما كان الوزير الثاني قلقًا لأن نصف طعامه كان فاسدًا ولن يكفيه طوال مدة سجنه.في حين كان الوزير الثاني سعيدًا لأنه كان لديه الكثير من الفواكه الجيدة ليعيش عليها. لم يكن قلقا على الإطلاق.
العبرة من القصة:
العبرة من القصة واضحة هي ان أي سوء يعمله الانسان إنما يرجع وبال ذلك عليه، وأي خير يفعله إنما يعود نفع ذلك على نفسه ، فلن يجزى المرء إلا من نوع عمله، وما يؤكد ذلك قول الله سبحانه في صورة فصلت:
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
وقوله عزو وجل في صورة غافر:
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ .
فكل واحد منا يشبه أحد الوزراء أعلاه. لقد أعطينا جميعا وقتا نشغله بالأعمال الصالحة وكتابا نحتاج أن نملؤه بالحسنات لنستخدمه في الآخرة.
وبعضنا سيكون مخلصًا وسيجمع حسنات كثيرة. وسيعيش آخرون مثل الوزيرين المتبقيين، وسيكون لديهم مزيج من الأعمال الصالحة والسيئة، بينما سيهمل البعض واجبهم تمامًا ويضيعون حياتهم بارتكاب المعاصي ليلًا ونهارًا.
ويوم القيامة سنحاسب على ما فعلناه. لنكن مثل الوزير الثالث إذن الذي أخذ الأمور على محمل الجد ولم يكن لديه ما يدعو للقلق في النهاية.
فمن عمل بمعصية الله في هذه الحياة الدنيا، فلا يجزيه الله في الآخرة إلا سيئة مثلها، وذلك أن يعاقبه بها، وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا وعمل بطاعة الله فى الدنيا، وائتمر لأمره، وانتهى فيها عما نهاه عنه من رجل أو امرأة, وهو مؤمن بالله ( فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
أنظر أيضا: قصة الملك والحارس الفقير والعبرة منها.