أصبح الناس اليوم يستخدمون الانترنت بصورة مفرطة، ولا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة إلا واخترقتها تقنية مرتبطة بالأنترنت، حتى دخل إلى عوالم لم نتوقع أن يكون له استخدامات فيها، مثل ما يعرف بإنترنت الأشياء، قد أكتب لكم مقال يومًا ما عنه في المستقبل، أو ما يعرف اختصارًا IoT.
لكن هل تخيلت يوما ما، بعد هذه الانتشار الواسع والادمان المفرط على استعمال الانترنت، كيف ستصبح الحياة بدون انترنت؟
هناك من قام بتجربة عيش الحياة : عام كامل بدون انترنت، ثم أتى إلينا بأهم ما عايشه وكيف عاش الحياة بدون انترنت لمدة عام وكأنه في عالم آخر موازٍ، إنه الكاتب الأمريكي باول ميليي Paul miller، كان له لقاء صحفي مع موقع CNN وقمنا بترجمته في النقاط التالية:
الحياة بدون انترنت أول شخص قاطع الانترنت مدة عام يحكي تجربته
جل المراهقين في العالم اصبحوا مدمنين على الانترنت |
كيف كنت تتوقع حياتك بدون انترنت؟
اعتقدت أنها تجربة ذات ثقل كبير من الواقعية، فلن أتمكن من التحرك باستخدام خرائط جوجل، ولن أستطيع البحث عن معلومات حول قضية ما من خلال ويكيبيديا، ولن أرسل بريد الكتروني وسأضطر للاعتماد على حياة ما قبل التكنولوجيا.
بماذا تشبه هذه التجربة؟
عام كامل بدون انترنتـ، تجربة وجودية واستقرائية، لقد تعلمت حقًا الكثير عن نفسي، وقد استفدت الكثير من أوقات فراغي، ولكنني بنفس الوقت شعرت بالكثير من الملل والوحدة، بشكل لم أعهده من قبل.
لقد كانت تجربة مصدر إلهام حقيقي لي، بدأت أفكر بطريقة أكثر استقلالية، في السابق كان يصعب علي التفكير عندما كنت على شبكة الانترنت، حيث نفس الأخبار، نفس دورة المعلومات، مثل أي شخص آخر، قمت بقراءة كتب لم أقرأها من قبل، وكتبت أشياء لم أكتب عنها من قبل.
شعرت وكأنني خرجت من حلقة روتينية، كان من السهل علي الغرق والغوص عميقاً في نفسي، وسحبها من تأثير البشر من حولي، أصبح من السهل علي التخفي عن أنظار الناس، وحبس نفسي في شقتي ولعب ألعاب الفيديو.
أنظر أيضا: من أجل حياة جميلة أترك هذه الأشياء القبيحة.
هل أنجزت معظم ما خططت له ؟
كانت لدي العديد من الأهداف في هذا العام البعيد عن الانترنت، مثل قراءة عدد ما من الكتب، كتابة المسودة الأولى لروايتي، وكانت لدي فرصة لذلك، حيث كان لدي فائض من وقت الفراغ الذي كنت أشغله في الانترنت.
أنا الآن في ربع الطريق من منهاج كلية St. John’s، وهو برنامج جميل للكتب، وفي نصف الطريق الخاص بروايتي، أردت أن أكتب تقارير صحفية جدّية، لكنني لم أستطع بدون انترنت، إنه من الصعب القيام بالعمل الصحفي بدون انترنت، ليس علي فقط، ولكن على معظم المحررين الصحفيين.
هل سبق وطلبت من أحد البحث لك في الانترنت عن أمر ما؟
لا، أبدًا..
ولكن ضمنيًا حصلت على بعض المعلومات من خلال الانترنت، وأعلم مستجدات الأمور، في حياتي الشخصية، أصبحت متعايشًا أكثر مع عدم معرفتي للأحداث، لا تقلق كنت بخير أثناء العزلة، كانت هناك بعض الأشياء التي كان من الصعب تفويتها مثل قفزة فيليكس بومغارتنر من الفضاء، شاهدتها على التلفاز، لكن لم تكن بشكل مباشر.
ما هو أول شيء فعلته عندما عدت للأنترنت؟
غردت في تويتر كمتابعة لتغريدتي قبل سنة والتي ودعت فيها الانترنت، وشاهدت مقطع فيديو أعدّته أختي حيث أخبرتني أنها أصبحت تعمل كمخرج فني، وبذلك حصلت على أول مشروع موسيقي لها، والذي كان رائعًا.
لقد واجهت مشاكل في الدخول إلى حساباتي المختلفة، ثم حصلت على حساب فيس بوك، لم أكن أعرف كيفية استخدام الفيس بوك، تقريبًا عانيت من نوبة ذعر، فقد كان استخدامي للإنترنت مفرطًا في تلك الليلة، لقد نعتني أحدهم في التوتير ” الجد صاحب ال 80 عامًا ” ونصحني بأن أتعلم الانترنت!
هل تخطط لاستخدام الانترنت بشكل مختلف الآن؟
نعم، ستكون الأولوية للأسرة والأصدقاء، الإنتاجية والتعلم، أكثر من مجرد مضيعة وقت، والعمل بشكل جيد من خلال الانترنت، أحتاج للتعلم أكثر حول الانترنت، فلم أكتسب مهارات جيدة لاستخدام الانترنت خلال فترة انقطاعي عنه.
نحتاج لأن يتحول الانترنت لأكبر مدى من النفعية، وعلى ذلك قضيت ساعات أكثر في تعلم البرمجة، والبحث عن تطبيق يعلمني اللغة اللاتينية.
هل لديك أي خطط لأخذ فترات راحة دورية في المستقبل؟
ليست لفترة طويلة مثل سنة، أبحث أن أستطيع الانقطاع عن الانترنت خلال فترة عطلة نهاية الأسبوع، يحتاج المرء منا للابتعاد عن الانترنت يوم أو يومين، ليعيش حياته الطبيعية بعيدًا عن ملهيات التكنولوجيا.